نبذة عن كتاب بناء شبكات الاعتدال الإسلامي
تعتبر مؤسسة راند أحد أهم مراكز الدراسات الإستراتيجية الأمريكية, ويعدها البعض العقل الإستراتيجي الأمريكي, وهي الذراع البحثي شبه الرسمي للإدارة الأمريكية, والبنتاغون بوجه خالص. وفي إطار الجهود الأمريكية لإعادة رسم الخريطة السياسية والإقتصادية للعالم الإسلامي بعد 11 سبتمبر2001, صدرت هذه الدراسة, أستكمالاً لسابقتها التي صدرت ترجمتها العربية عن نفس الناشر, بعنوان: الإسلام الديمقراطي المدني.
يري المؤلفون أن التأويلات الدوغمانية والراديكالية للإسلام قد أكتسبت شعبية في العديد من المجتمعات المسلمة, وذلك من خلال شبكات الإسلاميين التي تغطي بلدان المسلمين وتجمعاتهم المهاجرة إلي أمريكا الشمالية وأوروبا. وبرغم أن المعتدلين أغلبية في العالم الإسلامي, إلا أنهم لم يطوروا شبكات مماثلة أو منابر لتحمل رسائلهم, وتكلفل لهم الحماية عند أستهدافهم.
وبخبرتها المعتبرة في بناء ودعم وتمويل شبكات من الأفراد المؤمنين بالأفكار الحرة والديمقراطية خلال الحرب الباردة, فإن الولايات المتحدة تري من واجبها الأضطلاع بدور محوري في تقديم الدعم للمسلمين “المعتدلين” ومؤلفو الكتاب يقبسون الدروس من تجربة بناء الولايات المتحدة للشبكات الحليفة إبان الحرب الباردة, ويسعون لتقييم مدي موافقتها للوضع الحالي في العالم الإسلامي, ومن ثم تقييم فعالية خطط وبرامج الحكومة الأمريكية في التعامل مع العالم الإسلامي, وتطوير “خارطة طريق” تؤدي لإنشاء شبكات أعتدال إسلامي.
وهذه الدراسة موجهة بالأصل لصانع القرار الأمريكي, لأستكمال البعد المعرفي للسياسات الأمريكية في مواجهة التطرف الإسلامي. فهي تؤصل لواقع سياسي, ولا تستبقه بالتنظير. فيجب قراءتها في هذا السياق, والأنتباه إلي أن المصطلح المستخدم ليس مطلقاً, بل هو يعبر عن رؤية متحيزة بطبيعتها لإمبريالية معرفية, تسعي لتشكيل الآخر المسلم وفقاً لتصوراتها الخاصة, والتي تسبغ عليها مطلقية معرفية وإنسانية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.