بعد الخمسين “سيرة ذاتية”

نبذة عن كتاب بعد الخمسين “سيرة ذاتية”

كتب الدكتور محمود الربيعي الناقد والاكاديمي الجزء الأول من سيرته بعنوان: “في الخمسين عرفت طريقي”. وقد تناولها الكثيرون بالدراسة والتعليق عليها ثم جاء الجزء الثاني من السيرة بعنوان: “بعد الخمسين”. واذا كان الجزء الأول قد غطى الخمسين سنة الأولى من حياة الكاتب فإن الجزء الثاني يغطي العشرين سنة التالية وفي ذلك يقول الناقد الدكتور محمود الربيعي: “ولم يدر بخاطري قط ان كتابي ذاك سيكون له جزء مكمّل، وذلك لأنني لم أقدر قط حين كنت في الخمسين من عمري انني سأعيش حتى سن السبعين.. حقاً إن الأعمار بيد الله، لكن أبوي لم يعمرا، وبيئتي التي نشأت فيها بيئة صعبة، وحياتي التي عشتها حياة صعبة، وصحتي لا يمكن أن توصف بأنها ممتازة، وإن لم تكن ضعيفة، لذا فقد كانت حساباتي تجعلني أقدر أن “نصف قرن” من الزمان على هذه الأرض لحياة مثل حياتي يكفي ويزيد ولعلّ هذا كان وراء حرصي الشديد على أن يرى كتابي النور قبل رحيلي. لكن ها هو ذا القدر يمهلني حتى اتجاوز السبعين ومعنى هذا انني بقيت في معترك الحياة عقدين اضافيين، وهما عقدان حافلان، ماتت فيهما قيم وولدت قيم.. وحدثت تغيرات هائلة على مستوى الوطن والعالم، كما حدث في حياتي الشخصية. والمهنية والثقافية، وما أراه جديراً بالتسجيل”.
تتكون السيرة من ثلاثة فصول، الاول في وكالة دار العلوم والثاني في الجامعة الامريكية والثالث في الحياة الثقافية ثم الخاتمة واخيراً ملحق بعنوان” “علموني فتعلقت بهم”، ومن خلال هذه الفصول يحدثنا الدكتور محمود الربيعي عن دوره أكاديمياً، ناقداً، مثقفاً، ويتجوّل بنا في أسفاره وخاصة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية ويطوف بنا بين الكتب وذخائر المعرفة، نتعرف من خلاله على أصحاب الفضل في مسيرته الحياتية ومواقفه من بعض القضايا الادبية والنقدية ونظريات التعلم والمعرفة والفرق بين النظم التعليمية في الشرق والغرب وأحوال المثقفين والكتاب في عالم مادي لا يكترث بأصحاب الكلمة ويتطرق بنا إل{ كيفية منح الجوائز ومن هم الذين يحصلون عليها. ولذا فهي سيرة وظيفية أكثر منها حياتية، هي سيرة تعنى بالأدب والنقد والحياة الثقافية وليست بالعلاقات والمواقف الحادة. ولا ينسي د.الربيعي أن يؤدي دوره النقدي على جميع المستويات الاجتماعية والأكاديمية والأدبية والثقافية والإدارية.