برنامج التسلح النووي الباكستاني، نقاط التحول والخيارات النووية

نبذة عن كتاب برنامج التسلح النووي الباكستاني، نقاط التحول والخيارات النووية

أجرت باكستان سلسلة من التجارب النووية في 28و30 أيار/مايو 1998 مما اعتبر مؤشراً على تخليها عن سياسة الغموض النووي التي انتهجتها في الثمانينيات، والتي بموجبها لم تنكر باكستان ولم تعلن صراحة امتلاكها للأسلحة النووية. وكان الدافع وراء التصرف الباكستاني يتمثل بالدرجة الأولى في تجارب متشابهة أجرتها الهند في 11 و13 من الشهر نفسه، وتم اتخاذ القرار بشأن ذلك التصرف من قبل أجهزة الدولة المسؤولة عن صنع قرار التسلح النووي في باكستان، والتي تتألف من المؤسسة العسكرية والبيروقراطية المدنية، بمن فيها من العلماء النوويين. وعلى الرغم من الجدل المحتدم بين المؤيدين والمعارضين لإجراء التجارب، فإن القيادة السياسية الباكستانية قد أدت دوراً هامشياً في تحديد رد إسلام آباد.
وقد طالبت باكستان عقب إجراء التجارب بمنحها وضع الدولة النووية، حيث أعلن رئيس الوزراء (السابق) فواز شريف ذلك بقوله: “سواء أعترف بأننا قوة نووية أولا، فنحن قوة نووية”. إن قرار باكستان بإجراء التجارب لاختبار قدرتها يمثل نقطة تحول رئيسية في برنامجها النووي، غير أنها لم تظهر حتى الآن ما يدل على أنها تنوي التسلح ونشر أسلحتها النووية وأنظمة إطلاقها. تتبع هذه الدراسة من سلسلة “دراسات عالمية” تاريخ التسلح النووي في باكستان وتحاول أن تعرف دور المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية في تحديد الخيارات النووية التي تتبناها.
وتلقي المحاور الأربعة الأولى منها الضوء على نقاط التحول الرئيسية في برنامج التسلح النووي الباكستاني والدوافع الكامنة وراء خياراتها النووية منذ عام 1947 وحتى عام 1988، أما المحور الخامس منها فيحلل أثر الأجواء الداخلية والخارجية في برنامج التسلح النووي الباكستاني إثر عودة الديمقراطية عام 1988، وذلك بعد أحد عشر عاماً من الحكم العسكري. ويدرس المحور السادس الأحداث التي أدت مباشرة إلى تجارب أيار/مايو 1998 وتداعيات التجارب النووية الباكستانية. أما الخاتمة فتتضمن بعض الملاحظات حول مستقبل برنامج التسلح النووي الباكستاني.