نبذة عن كتاب اليهود والحركات السرية في الحروب الصليبية
يخبرنا الله – عز وجل – في بيانه إلى الناس أن نيران الحروب لا يوقدها إلا اليهود، فالغرب حديثاً والصليبيون قديماً يعلنون الحروب أو يشنونها ويقاتلون ويقتلون ويُقتلون، ولكن الحروب لا تشتعل نارها ولا يتقد أوارها ابتداء إلا باليهود، والحروب الصليبية هي أطول حرب عرفها الإنسان في تاريخه المكتوب، فكيف ينص عز وجل على أن اليهود هم موقدو نيران الحروب ووقودها، ثم لا يكونون هم من خلف أطولها وأعظمها؟ اليهود يقدحون الشرارة وتتقد بهم النار، وتتحرك بهم الأحداث، ويسير التاريخ في المسار الذي قدحوا الشرارة وأوقدوا النار من أجل أن يسيروه فيه ثم يختفون، فلا يرصدهم في الأحداث راصد، ولا ينتبه لوجودهم في بداية المسار وأنهم من رسموه أحد.
فهم أثر اليهود في التاريخ، وإدراك دورهم في صناعة أحداثه ومساره، يحتاج إلى من يتعامل معهم كعامل من عوامل المعادلات الكيميائية أو الفيزيائية، يفترض وجوده وإن لم يره، لأنه لا اتزان للمعادلة ولا تفسير لتفاعلاتها ونواتجها إلا بافتراض وجوده، عالم السر والخفاء هو العالم الذي تتصل فيه أحداث العالم وتترابط حوادثه ليستبين باتصالهم وترابطها المسار الذي يسير فيه تاريخ العالم والوجهة التي يتجه إليها، ولتسفر بهذا الاتصال والترابط وبظهور مسار العالم الحقيقي غاية من صنعها ورسمها، وعالم سر السر وأخفى الخفاء هو عالم الظلام الدامس الذي لا وجود له إلا في قراره المكين في أذهان أهله ونفوسهم ولا دليل عليه إلا ما تسرب منها.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.