نبذة عن كتاب اليهود في أوروبا “دراسة تاريخية لتطور اليهود في أوروبا الشرقية”
“أنا يهودي شرقي أوروبي (أوست يودي)، ووطننا حيث يرقد موتانا”. هكذا قال المليونير هنري بلومفيلد، في رواية “فندق السافوا” لجوزيف روث، قالها حين كان يزور قبر أبية جيشيل بلومفيلد. تجمع هذه العبارة بين جنباتها التاريخ الكامل “ليهود شرق أوروبا” (الذين يشار إليهم أحياناً باسم “أوستيودن”. لا يشير مصطلح “أوست يودن” ببساطة إلى “اليهود الموجودين في شرق أوروبا” لأنه رغم تشكلهم كنمط مميز هناك فإنهم موزعون في جميع أنحاء العالم. لقد تركوا وراءهم موتاهم في كثير من البلاد، وغالباً ما ظلت الذاكرة وظنهم الوحيد.
يضرب أحد جذور الذاكرة في المنطقة التي شهدت نشأة يهود شرق أوروبا في القرن الثامن عشر وتشكلهم في القرن التاسع عشر: بولندا القديمة. من ثم يقع تاريخ يهود شرق أوروبا البولنديين في صلب موضوع هذا الكتاب- في ظل أنظمة الحكم المختلفة التي تتابعت عليهم بعد تقسيمات بولندا ما بين عامي 1772 و 1815.
من هذا المنطلق، يأتي التصوير الدقيق لتاريخ اليهود في أوروبا الشرقية بأكملها مثل تاريخ يهود شرق أوروبا وانتشارهم في المنطقة ومواجهاتهم مع يهود غرب أوروبا. بهذه الطريقة، تظهر سماتهم المميزة وتراكيب الحياة اليومية بشكل أكثر وضوحاً. إن استعراض الظروف المحيطة بعملية هجرة اليهود إلى بولندا يتجاوز نطاق هذا المؤلف. بالمثل لم يزد الكتاب عن الإشارة الموجزة إلى مصير يهود شرق أوروبا في القرن العشرين. للقارئ أن يستزيد من المعلومات في هذا الصدد من مصادر أخرى. نهدف أن يكون هذا الكتاب مقدمة تعيد إلى الأذهان تاريخ يهود شرق أوروبا وأسلوب حياتهم- وهو ما يمثل جزءاً من تاريخنا.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.