النهوض الماليزي ؛ قراءة في الخلفيات ومعالم التطور الاقتصادي

نبذة عن كتاب النهوض الماليزي ؛ قراءة في الخلفيات ومعالم التطور الاقتصادي

حققت التجربة الماليزية في العقود الأربعة الماضية قفزات هائلة في التنمية البشرية وفي الاقتصاد، وأصبحت الدولة الصناعية الأولى في العالم الإسلامي وكذلك في الصادرات والواردات، حيث تعتمد صادراتها على الصناعة بنسبة 80-85%. وتمكنت ماليزيا من إقامة بنية تحتية متطورة، ومن تنويع مصادر دخلها القومي من الصناعة والزراعة والمعادن والنفط والسياحة، مما وفر لها بنية اقتصادية متينة. ونجحت إلى حد كبير في علاج مشاكل الفقر والأمية والبطالة وغيرها. واللافت للنظر، أن هذه النجاحات تحققت في بيئة حساسة وبالغة التعقيد طائفياً وعرقياً، وهو ما تحاول هذه الدراسة أن توضحه وتسلط الضوء عليه.
تركز هذه الدراسة على جانبين مهمين، الأول: العناصر التي ارتكز عليها النجاح النسبي للتجربة الماليزية، حيث سيسلط الضوء على طبيعة نظام الحكم والقيادة السياسية، والكيفية التي من خلالها تم الوصول إلى معادلة متوازنة لتحقيق الاستقرار والتنمية، وكيفية تعامل النظام مع وضع معقد طائفياً وعرقياً. والثاني: قراءة في معالم التطور الاقتصادي الماليزي، وكيف حققت ماليزيا نهضتها في هذا المجال. وهدف التركيز على هذين الجانبين، أنهما، حسبما يرى الباحث، من أهم ما يجب الإطلاع عليه في التجربة الماليزية، ومن أكثر ما يمكن أن يستفيد منه العالم العربي والإسلامي. كما أن ثمة محوراً تمهيدياً يوضح الخلفيات التي على أساسها بنيت التجربة الماليزية.
ولا شك أن فائدة كبيرة قد تحققت في الدراسة من بعض المقابلات المهمة التي أجراها الباحث مع كل من رئيس الوزراء الماليزي السابق محاضير محمد الذي قاد ماليزيا نحو 22 عاماً (1981-2003)، وسليمان بن داود وزير التعليم السابق، والفريق عبد الغني عزيز القائد السابق لسلاح الجو الماليزي، والدكتور محمد جوهر بن حسين مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في ماليزيا، والأستاذ الدكتور محمد كمال حسن المدير السابق للجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا.
تم إعداد هذه الدراسة وتوثيقها وفق أصول ومناهج البحث العلمي، وتم استخدام أساليب الوصف والمقارنة والتحليل، حيثما لزم ذلك، واعتمدت في معظمها على المراجع باللغة الإنجليزية، وختمت بخلاصة تعطي تقييماً ورؤية عامة للتجربة، وتضع اليد على بعض الجوانب التي يمكن للدول العربية أن تستفيد منها. هذا ويتقدم الباحث بالشكر إلى عدد من الزملاء الذين أعانوا في جمع الدول العلمية ومراجعة النصوص والتدقيق فيها، ويخص بالذكر خيرل إزامين ومحمد قدورة وغنى جمال الدين وإقبال عميش.