نبذة عن كتاب المومس الفاضلة
هذا الكتاب يتضمن مسرحية من أحسن مشرحيات سارتر، وكل مسرحياته حسنة، ولكن هذه المسرحية تتناول الشخصية الإنسانية من ناحية الاخلاق، واختار سارتر شخصية المومس، أو البغي لأن البغاء هو أسوأ ما يمكن أن يبتلي به المجتمع، أو تمتهنه المرأة، وسارتر لا يقدم أدباً إباحياً، وعلى العكس فإنه في كتاباته يبرز مسائل الواجب والالتزام، وكتبه كلها تدور حول “الأخلاق” وفي المومس الفاضلة نرى أن يخصص من صمف المومسات هذه المومس الفاضلة التي تلتزم بالأخلاق، وتأبى لذلك الشهادة الزور، ويستعطفها أصحاب السلطان في المجتمع أن تشهد على براءة الزنجي المتورط في جريمة قتل، ولكنها ترفض أن تشهد زوراً، وهم يستعطفونها ويحاولون رشوتها بالمال، ولكنها تصر على قول الحق، وكان المفكرون يظنون أن وجودية سارتر ضد الأخلاق، وأن الوجودية عموماً لا أخلاقية، ولكن هذه المسرحية أثبتت العكس، وأكدت أن الوجودية مذهب فلسفي ولا يمكن للفلسفة أن تكون إباحية ولا أخلاقية، وسارتر فيلسوف من أهم فلاسفة فرنسا، وهو كبير فلاسفتها، وكان من أكبر أدبائها، وقد رفض جائزة نوبل لما عرف عن هذه الجائزة من ميول طائفية وأجناسية ودعاوي رأسمالية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.