نبذة عن كتاب المنهج الحركي للسيرة النبوية
لا أزال أذكر في بداية الستينات عندما طلع علينا الشهيد سيد قطب رحمه الله بكتابه معالم في الطريق- وكان نقطة تحول حساسة في الفكر الحركي الإسلامي. وقفت مليا أمام هذه الفقرة:
والسمة الثانية في منهج هذا الدين: هى الواقعية الحركية … فهو حركة ذات مراحل، كل مرحلة لها وسائل مكافئة لمقتضياتها وحاجاتها الواقعية، وكل مرحلة تسلم إلى المرحلة التى تليها فهو لا يقابل الواقع بنظريات مجردة ، كما أنه لا يقابل مراحل هذا الواقع بوسائل متجمدة، وقفت أمام هذه الفقرة كثيرا وأنا أقرا الكتاب أو أشرحه، وتساءلت في نفسي عن هذه الواقعية الحركية: ما هى مراحلها؟ وما هى الوسائل المناسبة لكل مرحلة؟
وما أحوجنا إلى كتاب يوضح هذه المراحل، وهذه الوسائل. فيضع نقاطا علامة للدعاة إلى الله، يتعرفون فيها على خطوات السير، كما فعل الشهيد في معالمه.
موضوع مثير حقا، وعدم فهم هذه المراحل والتعرف عليها، وفهم الوسائل المناسبة يجعل الخلاف عميقا بين الدعاة المسلمين وأبناء الحركة الإسلامية. وللإجابة على هذا السؤال، لم يكن عندي إلا دراسة السيرة دراسة واضحة تحدد المراحل المتتابعة فيها ، وسمات كل مرحلة؛ لأن السيرةالنبوية هى التطبيق العملي للإسلام، وهى الصورة الأنموذج لإقامة دولة الإسلام. فإذا توضحت هذه المراحل، وتبينت هذه السمات كفينا المؤونة، وتوحد خط السير، وانتفى دور الاجتهاد الشخصي.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.