نبذة عن كتاب المسلمون فى الأندلس “الجزء الثانى” اسبانيا الإسلامية
قسم “دوزى” كتابه عن تاريخ مسلمى أسبانيا الذى نترجمه اليوم باسم تاريخ الأندلس الى أربعة أقسام خص أولها-أو الجانب الأكبر منه- لما كان عليه من المنازعات العرقية, من معدية ويمنية وقيسية وشامية وغيرها, وأوضح كيف ان هذه المنازعات انتقلت معهم الى أسبانيا بانتقالهم اليها عند فتحهم اياها فتحا اتسم بسرعة انتشار الاسلام هناك.
أما بقية الكتاب, وتقع في ثلاثة أقسام فقد عرض المؤلف في أولها (وهو الذى فى يد القارئ العربي الآن) لأوضاع الاسبان تحت حكم المتبريرين القوط الغربيين وما لاقوه على أيديهم من اضطهاد, وما تحملوه من ظلم وعسف, دون ان يحاول رجال الدين المسيح محاولة جدية رفعه عنهم. ولم يبذلوا أى جهد في التخفيف منه عند ذوى السلطان والحكومة مما بث في نفوس الأهالى روح التذمر من أصحاب السلطة الزمنية والروحية, فتأففوا من حكامهم وساداتهم: علمانيين كانوا او دينيين.
ثم يتكلم المؤلف في الجزء الذي يليه عن حكم الخلفاء وظهور بعض الشخصيات من غيرهم والتى غطت علي الخلفاء أنفسهم, وليس ببعيد عن الأذهان “المنصور بن أبى عامر” الذى كسف نوره أنوار غيره وسحب البساط من تحت أقدامهم, فكانت له تجريداته الحربيه الناجحة في مواجهة مسيحيى الشمال, حتى أعاد للاسلام هناك بهجته وهيبته, وللحكومة بأسها. على انه قدر لهذه الفترة ان تتلاشى, ولهذا البريق أن ينطفئ حين وسد الموت المنصور الثرى فأدرجت قوة الاسلام هناك معه فى أكفانه.
أما القسم الأخير من هذه السلسة التاريخية الأندلسية-وهو الثالث في تقسيمنا هذا- فقد جعله “دوزى” خاصا بتاريخ الحكام الصغار الذين خلعوا على أنفسهم من الألقاب الفخمة الطنانة ما أصبحوا معه سخرية التاريخ يوم عرض لتاريخهم ولأعمالهم, وويل لمثل هؤلاء من سخرية التاريخ فهو لايرحم حين يفتش عما عملوا وما قدموا لأمتهم فلا يجد الاخواء مظلما, وسرابا لا طائل منه, وحينذاك لاينفعهم ماكانوا ينعتون به أنفسهم من ألقاب ليسوا أهلا لها, وهى براء منهم, يخادعون بها الناس ومايخدعون الا أنفسهم.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.