نبذة عن كتاب المسرح والتراث العربى
من الصعب تحديد المعنى أو المغزى الكلى لأى عمل فنى.. فتأثير العمل يختلف باختلاف الأشخاص الذين يتلقونه، وما يمكن أن يتلقاه القارىء أو المشاهد من العمل الفنى يعتمد على خلفيته وعلى درجة حساسيته للمشاعر والعواطف والأفكار. فالفن إذن هو وسيلة من وسائل تنظيم وإيضاح وفهم الخبرة الإنسانية. وكل نوع من أنواعه يستخدم وسائله الفنية فى الوصول إلى هذه النتيجة، ولكن الفنون جميعاً تشترك فى أنها تعطى المتعة جنباً إلى جنب مع المعنى. وربما كان المسرح أقرب الفنون جميعاً للحياة والخبرة الإنسانية العادية. وهو الفن الذى يجمع بين طياته كل أنواع الفنون. ولكن.. ماهى فائدة الفن؟ سؤال يتبادر إلى أذهان الكثيرين.. إذ يبدو للبعض أن الفن لا يؤدى إلى أى تطوير مادى للحضارة. ولكن هؤلاء الذين يعترضون على جدوى الفن أو قيمته لا يدركون أن الفن نشاط إنسانى يختلف تمام الإختلاف عن الأنشطة ذات الطابع العملى أو “النفعى” التى تؤدى إلى نتائج مادية ملموسة. فالفن يتناول الجوانب الجوهرية من الوجود الإنسانى التى نحاول أن نفهمها.. والفن يساعدنا على أن نحقق التوازن الداخلى، وأن نفهم أنفسنا والعالم من حولنا. ولأن الفن يلبى لدينا هذه الإحتياجات الأساسية فسيظل دائماً جزءاً من حياة الناس، وحتى حياة هؤلاء الذين لا يفهمونه أو -على الأقل- لا يهتمون به. والصفحات التالية تهدف إلى إعطاء القارىء مفتاحاً لمعرفة واحد من أهم الفنون وأشملها وهو فن المسرح.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.