نبذة عن كتاب المستشرقون والإسلام
قد لا يصدق القراء- وأنا نفسي لا أصدق أحيانًا- أن هذا الكتاب قد كتب لأول مرة- أو كتب الجزء الأساسي منه- قبل ما يقرب من خمسة وثلاثين عامًا.
كتبته في رمضان من عام 1385، الموافق لشهر يناير من عام 1965. وكان قد تبقى منه فصل واحد أرجأت كتابته حتى أجد له فسحة من الوقت، بعنوان “نماذج من كتب المستشرقين”. فكتبت ما قبله وما بعده، وتركت له فراغًا في وسط الكتاب، حتى تتاح لي فرصة- كنت أظنها قريبة- أختار فيها نماذج مما كنت قد قرأت من كتب المستشرقين، فأعرضها وأعلق عليها.
ولكن أحداثًا كثيرة وحادة، باعدت بيني وبين تلك الفرصة المرتقبة.
ولكن ظل بعض الأصدقاء- ممن كانوا قد علموا شيئًا عن كتاب “المستشرقون والإسلام”- يطالبونني بالعودة إليه، وإتمامه ونشره، ملحين علي بأن الباب لم يغلق، وأن ما صدر من كتب عن الاستشراق لا يمنع من ظهور دراسات أخرى في الموضوع، وأن لكل إنسان طريقته في الكتابة، وزاويته التي يهتم بها أكثر من غيره؛ وأنه إن كانت الفتنة بالمستشرقين قد خفت حدتها، فإن أفكارهم ما تزال تنتشر على يد “المثقفين” الذين يحملون أسماء إسلامية ويكتبون بالعربية.
لذلك عدت إلى الكتابة، وعزمت على المضي فيه..
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.