المختصر فى أخبار البشر


نبذة عن كتاب المختصر فى أخبار البشر

تكاد المكتبة التاريخية أن تكون ربع المكتبة العربية، لأن الناس يحبون قراءة التاريخ، والمؤلفون يستسهلون التأليف فيه، والواحد منهم إذا عجز عن العثور على موضوع يكتب فيه كتابا اتجه إلى التاريخ يؤلف فيه، ونحن فى الغالب نجد أن ما يؤلفونه فيه لا قيمة علمية له، وفى كثير من الأحيان نجد المؤلف قد نسخ كتابا آخر وكتب عليه اسمه، وهذه كلها أشياء تقلل قيمة المكتبة التاريخية العربية فى مجموعها، ولكن المكتبة التاريخية العربية رغم ذلك تضم روائع من المؤلفات التاريخية، وإذا استثنينا مقدمة تاريخ ابن خلدون، وهى درة من درر التفكير فى علم التاريخ، وجدنا أن لدينا ثلاثة كتب تعتبر فعلا من عيون كتب التاريخ العالمية، وهى تاريخ الطبرى المسمى تاريخ الرسل والملوك، وتاريخ ابن الأثير المسمى بالكامل فى التاريخ، وتاريخ أبى الفدا المسمى بالمختصر فى أخبار البشر، وقد رتبتها هنا على أساس طولها وأهميتها، فإن تاريخ ابن خلدون نحو ثلاثين جزءاً، وتاريخ ابن الأثير نحو عشرة أجزاء، فى حين أن تاريخ أبى الفدا أربعة أجزاء فى مخطوطاته التى ضاع معظمها، وليس لدينا منها كاملا إلا ثلاثة مخطوطات فى مكتبات القاهرة وباريس ولندن.
ويستوقف نظرنا أن أبا الفدا مع مشاعله السياسية كان عالما، كأنه أستاذ تاريخ مجيد فى جامعة، وقد قال أبو الفدا فى مقدمة كتابه “المختصر” هذا: إنه يريد أن يكتب كتابا فى التاريخ، وذكر مراجعه، وهى تاريخ الرسل والملوك للطبرى، وكتاب الكامل فى التاريخ لابن الأثير، وتاريخ ابن عيسى، وهو كتاب مجهول منا ولا نكاد نعرف عنه شيئاً، ولكن يبدو أنه مختصر فى تاريخ البشر، وقد اعتمد أبو الفدا كذلك على كتب المؤلف المشهور على بن سعيد الأندلسى، ومروج الذهب والتنبيه والإشراف للمسعودى، وتاريخ سنى ملوك الأرض لحمزة الأصفهانى، وسيرة ابن هشام وكتاب الفتوح للواقدى، ويبدو كذلك أنه درس التوراة والإنجيل دراسة متقنة، إلى جانب دراسته المتقنة للقرآن الكريم، وقد بذل أبو الفدا جهداً كبيراً فى اختصار كتابه.
وسيرة الرسول “صلى الله عليه وسلم” التى وردت فى تاريخ أبى الفدا استلفتت اهتمام العلماء فى الغرب، وكان لها أهمية كبرى عندهم عندما رأوا دقة هذا الرجل وحسابه للسنوات والأحداث، وهذه الدقة أقنعتهم بأنه يكتب عن شئ حقيقى. وقد كان الكثيرون من أهل الغرب -اتباعا لدعاية الكنيسة الكاثوليكية- يشكون فى سيرة الرسول ويقولون: إنها أسطورة يدعيها المسلمون، ولكن دقة أبى الفدا وربطه بين حوادث السيرة وحوادث التاريخ العالمى جعلتهم يرون أنه لابد أن يكون إنساناً حقيقيا عاش ودعا إلى الإسلام وقال للناس إن الله سبحانه اصطفاه ليحمل سيرته إلى البشر، وأعاد المستشرقون النظر فى القرآن الكريم ورأوا أنه لا يمكن أن يكون كتابا عاديا وإن لم يسلموا بأنه من عند الله، وقال بعضهم إنهم لابد أن يدرسوه وحاولوا أن يجدوا تفسيرا لما يقول، ومن هنا فإن كتاب “المختصر” لأبى الفدا كتاب فريد فى بابه، ولا يمكن أن تنظر إليه على أنه كتاب عادى يشبه الكثير مما كتب المسلمون فى السيرة. وقد رأينا أن الكثير من المستشرقين غيروا آراءهم فى الإسلام بعد قراءته، وكان هذا هو السبب فى اهتمامى الدائم به وبنشره نشرة محققة.
حسين مؤنس

Description

بيانات كتاب المختصر فى أخبار البشر

العنوان

المختصر فى أخبار البشر

المؤلف

أبى الفدا

الترجمة , التحقيق

محمد زينهم عزب -يحيى سيد حسين -محمد فخرى الوصيف

الناشر

دار المعارف

تاريخ النشر

30/12/1998

اللغة

عربي

الحجم

24×17

عدد الصفحات

1086

الطبعة

1

المجلدات

4

النوع

ورقي غلاف عادي

السلسلة

ذخائر العرب

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “المختصر فى أخبار البشر”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *