اللغات المفقودة ” لغز كتابات العالم المطلسمة “

نبذة عن كتاب اللغات المفقودة ” لغز كتابات العالم المطلسمة “

ربما كانت هناك إمكانية “الحديث مع الموتى” وسماع أصوات الشعوب والحضارات التى غيبها الصمت فترة طويلة، ربما كان هناك نوع من التلذذ من جانب من يفكون هذه الألغاز بالتحديات التى تفرضها مسألة فك الشفرات والرموز، وأين كانت الأسباب، فإن الكتابات القديمة الملغزة لطالما أرقت عموم الناس، إن مؤلف “اللغات البائدة” يتقصى أشهر النماذج التى تقودنا وتدفع بنا إلى ماضى سحيق لفه الغموض عبر أطلال الزمن وهيمن عليه تعطش من يتصدون لفك ألغاز هذه الكتابات إلى المجد.
ويبدأ المؤلف بوصف قاطع لتقنيات التفسير وفك الرموز ويروى قصص ثلاثة إكتشافات عظيمة هى: الكتابة الهيروغليفية المصرية فى القرن التاسع عشر، وكتابة ألمانيا فى أمريكا الوسطى، والكتابة الخطية الثانية على الألواح الطينية التابعة للحضارة المينوية فى كريت القرن العشرين، ثم يتناول بعد ذلك الكتابات الهامة التى لازالت فى إنتظار من يقوم بفك رموزها. وربما كان من أكبر التحديات اليوم كتابة وادى الإندوس، وقد عثر على هذه الكتابات على أحجار أختام بالغة الروعة، وعلى شقف من الفخار وألواح من النحاس عثر عليها فى الحفائر فى باكستان والهند، وهى الكتابة الوحيدة للحضارات الأربعة “الأولى” التى لم يتسن قراءتها. وفى حالة فك رموز هذه الكتابة، فإنها لن تسهم فقط فى كسر حاجز الصمت الطويل على مدى آلاف السنين لحضارة وادى الإندوس الرائعة وإنما ستلقى كذلك ضوءاً جديداً على أصول الأسلاف الهندو – أوروبيين للعالم الغربى المعاصر. ثم يأتى بعد ذلك الإتروسكيون الذين أذهلوا الخيال البشرى منذ عصر النهضة. وعلى جزيرة إيستر المنعزلة، ظلت كتابة الرونجو رونجو المثيرة عامل جذب لا يقاوم من جانب متخصصى فك الرموز الطموحين، وقد دونت هذه الكتابة على الأخشاب بأسنان أسماك القرش وظلت هذه الكتابة ملغزة مثلها فى ذلك مثل الأوجه الحجرية الآسرة من هذه الجزيرة، ومثل هذه النصوص تمثل الكتابة الوحيدة من جزر المحيط الهادة فى مرحلة ما قبل الإستعمار.
أن الكفاح المضنى من أجل تفسير هذه الكتابات الثلاثة وست كتابات أخرى – من بينها قرص فايستوس الشهير فى كريت (وهو أول وثيقة مطبوعة فى العالم يعود تاريخها إلى حوالى 1700 ق.م) والكتابة الزابوتية من المكسيك ( وهى أول نظام كتابى فى الأمريكتين) – يروى بدرجة فائقة من العمق والموسوعية فى هذا الكتاب الغنى بالصور، ففى مؤلف “اللغات البائدة” يقدم لنا روبنسون تقارير من الصفوف الأولى للعلماء حيث تبرز بقوة سيطرة الفكر على ذهن صاحبها، وكذلك العبقرية وأحياناً الوهم وفى بعض الأحيان المنافسة المريرة بين مجموعة من الشخصيات الحديثة التى تعمل بدهاء والتى تتنافس من أجل الوصول إلى ذلك الشرف النادر المتمثل فى فك ألغاز هذه الشفرات القديمة وإعلاء صوت تلك العوالم المنسية.