الفوز مع الحلفاء ؛ القيمة الاستراتيجية للنموذج الأفغاني


نبذة عن كتاب الفوز مع الحلفاء ؛ القيمة الاستراتيجية للنموذج الأفغاني

بينما كانت الولايات المتحدة الأمريكية تسارع إلى وضع قوات أرضية في أفغانستان بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في 11 أيلول/سبتمبر 2001، كانت مجموعة صغيرة من المتمردين الأفغان العاملين مع القوات الأمريكية الخاصة والقوة الجوية الأمريكية تلحق الهزيمة بجيش طالبان التقليدي وتطيح نظامه. وبرغم أنه تم في حروب سابقة تجربة الجمع بين جيوش محلية وقوات أمريكية خاصة وقوة جوية، فإن النجاح الذي حالف هذه الجهود كان محدوداً. وقد أدهشت السرعة التي عملت بها هذه التكتيكات في أفغانستان الجميع، ابتداءً بمخططي مجلس الأمن القومي وانتهاءً بالمقاتلين الذين شاركوا في العمليات. فما تصوره الكثير من مخططي الحرب على أنه عملية لتحضير أرض القتال من أجل تدخل قوة تقليدية كبيرة، تمخض عن هزيمة سريعة للجيش الأفغاني المكون من 50 ألف رجل، وعن سقوط نظام طالبان الذي كان يدعمه. كما نجم عن هذه الطريقة الجديدة من الحرب بلد تحتله بشكل رئيسي وتسوسه قوات محلية.
ونظراً إلى المشكلات التي تواجهها القوات الأمريكية بسبب طول أمد الحرب والتمرد في العراق، فإنه لدى ما يسمى “النموذج الأفغاني” الكثير مما يقدمه في هذا الشأن. فقد كلفت العمليات في أفغانستان الولايات المتحدة الأمريكية 54 مليار دولار أمريكي، وهو مبلغ ضخم لكنه أقل من نصف المبلغ الذي أنفق في العراق، والذي يبلغ حتى الآن 125 مليار دولار. والأهم من ذلك كله أن عدد الإصابات في أفغانستان كان اقل بكثير منه في العراق. فحتى نهاية عام 2005، سببت المعارك مقتل 1660 عسكرياً أمريكياً في العراق، بينما سببت مقتل 125 عسكرياً أمريكياً فقط في أفغانستان. أضف إلى ذلك أنه على العكس من العراق أصبحت أفغانستان مستقرة إلى الدرجة التي تسمح بوجود موظفي الأمم المتحدة، من أجل جهود إعادة الإعمار.
لكن الرأي المتفائل بفائدة النموذج الأفغاني في السياسة الخارجية الأمريكية لا يعتد به إلا إذا كان بالإمكان تطبيق الأساليب التكتيكية والعملياتية الحربية المستخدمة في أفغانستان في مكان آخر. وبرغم نجاح النموذج في أفغانستان، فقد جادل المحللون بأن القوة الجوية الدقيقة التوجيه لم تغير الحسابات الأساسية للحرب الأرضية، وقدم هؤلاء المحللون عدداً من التفسيرات البديلة لهذا النجاح. فبعد سقوط طالبان، أفاد السياسيون والأكاديميون معاً أن النموذج الأفغاني لن ينجح إلا في ظروف تماثل تماماً تلك التي وجدت في أفغانستان. ففي كانون الأول/ديسمبر 2001، حذر وزير الخارجية الأمريكي حينئذ كولن باول، من أن النموذج الأفغاني لن ينجح في العراق، كما أكد محللون آخرون أن النموذج لن يعمل “في الحروب الإقليمية الرئيسية”. ومن منظو تكتيكي، يجادل ستيفن بيدل بأن الشكل الجديد من العمليات الجوية ليس إلا زيادة تدريجية لقدرات القوة الجوية في صراع عمره قرن من الزمن بين فتك الأسلحة وتفوق القوات الأرضية. وبرغم أن الأسلحة والتكتيكات الجديدة أخذت قوات طالبان على حين غرة، فإنهم سرعان ما عرضوا عن فتك الأسلحة غير المتوقع للقنابل الأمريكية الموجهة بالتفرق والتمويه وحفر الخنادق. وعندما تصل الأمور إلى تلك المرحلة، يعتمد النصر حينئذ على التدريب الذي حازته القوات الأمريكية الأرضية في المقام الأول.
تناقش هذه الدراسة كيف أن التشاؤم الذي ميز تحليل النموذج الأفغاني كان في غير محله. فالقوة الجوية والقوات الخاصة والقوات المحلية (حتى تلك التي تتمتع بتدريب بسيط نسبياً) تشكل توليفة قوية وضخمة. وبينما أظهرت الأحداث في أفغانستان، وشمال العراق فيما بعد، خسائر استخدام هذا النموذج ومكاسبه، مقارنة بخسائر ومكاسب لنشر فرق ضخمة، وبخاصة من حيث التكاليف الناجمة عن إنشاء حكومات جديدة من دون حلفاء حرب محليين، فإن النموذج كان يؤدي عمله على أتم وجه، أضف إلى ذلك أنه نظراً إلى أن هذه الطريقة الجديدة في الحرب تقلل خسائر الولايات المتحدة في الأرواح والمال معاً، فهي تعد بذلك العصا الأكثر مصداقية، وهي تستخدم في الدبلوماسية القسرية ضد خصوم من الحجم الصغير والمتوسط، وبشكل أفضل مما تفعله تهديدات الغزو التقليدي. والعبرة المستخلصة من أفغانستان والعراق أن الاستخدام الصحيح للنموذج الأفغاني يمنح الولايات المتحدة الأمريكية ميزة استراتيجية ونفوذاً خارجياً.
وتحلل هذه الدراسة كيف أدت هذه الطريقة الجديدة من الحرب دورها في أفغانستان ثم في العراق، وتستكشف كيف أمكن تطبيقها بوجود مؤسسة عسكرية ميالة إلى الشك جداً، وسبب نجاحها، وتطرح بعض أوجه قوتها وضعفها. كما تختتم الحديث بمناقشة الانعكاسات الاستراتيجية للنموذج الأفغاني على الدبلوماسية القسرية الأمريكية في المستقبل.

رمز الكتاب: aeb432942-10433493 التصنيفات: , الوسوم: ,

Description

بيانات كتاب الفوز مع الحلفاء ؛ القيمة الاستراتيجية للنموذج الأفغاني

العنوان

الفوز مع الحلفاء ؛ القيمة الاستراتيجية للنموذج الأفغاني

المؤلف

ريتشارد أندريس, كريج ويلز, توماس جريفيث الابن

الناشر

مركز الإمارات للدراسات والبحوث

تاريخ النشر

01/02/2007

اللغة

عربي

ردمك

9948008650

الحجم

24×17

عدد الصفحات

62

الطبعة

1

المجلدات

1

النوع

ورقي غلاف عادي

السلسلة

دراسات عالمية

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “الفوز مع الحلفاء ؛ القيمة الاستراتيجية للنموذج الأفغاني”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *