نبذة عن كتاب الفوائد الحسان من حديث ثوبان “تداعي الأمم”
إن أمتنا الإسلامية- وبخاصة في هذه الأيام- تعاني من ضعف وتمزق شديدين جعلاها في ذيل ركب الأمم، وحلت بها مصائب متلاحقة فقد معها أمنها، وطمأنينتها، وكثيرًا من ديارها وأموالها.
ولكنني عندما أتدبر كلمات الوحي: قرآنًا وسنة أرى هذه الأحوال محفورة بحروف بارزة لا تخفى على من نظر إلى حقائق الأشياء وباطن الأمور، ولم يخدعه سراب الظاهر النفاذ، ولم يغشه تباين الألوان الممزوجة الأخاذ، فقد دب الوهن إلى أوصال هذه الأمة، فتداعت عليها الأمم، وتكالبت عليها قوى المكر العالمي.
وهذه الحال وردت الإشارة إليها، والتنبيه عليها، صريحة دون لبس، واضحة جلية دون غموض، مدوية علية دون ضجيج- يثير النقع، فيحجب الرؤية- في حديث ثوبان “رضي الله عنه” مولى الرسول “صلى الله عليه وسلم ” يوشك أن تداعى عليكم الأمم ولكن من العجب- والعجائب كثيرة- أن يطعن بعض الخلوف في صحة الحديث، بدعوى أنه يهدف إلى حمل الأمة على الرضى بحالة الذل والصغار والإقامة على الهوان، وعدم العمل على تغيير واقع الناس الأليم.
ولذلك، رأيت بيان صحته، والكشف عن معانيه السامية، وأهدافه السامقة، بشرح وسيط يربط واقع الأمة الإسلامية بسنن الله الجارية التي بينها كتاب ربنا وسنة رسوله “صلى الله عليه وسلم”، لنعود جميعًا إلى النبع الصافي الذي تضلع منه الصدر الأول من الصحابة والتابعين، فكانوا خير أمة أخرجت للناس.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.