نبذة عن كتاب الفتوحات الإلهية في تدبر الأسرار القرآنية
اعلم أن لله تعالى في كل كلمة من كلماته ينفذ البحر في معناها فكيف السبيل في حصرها وتعدادها ولكن ينكشف لهم ما استعدوا له من مكنونات علمه ويتجلى عليهم ما استطاعوا له من خفيات غيبه والله الهادي أهل المجاهدة إلى سبيل المكاشفة والمشاهدة وهادي أهل الشوق إلى مشارب الذوق، واعلم أنه ما نفع قلب شئ مثل عزلة يدخل بها ميدان فكرة، واعلم أن شرف كل علم بشرف موضوعه وموضوع هذا العلم (الفتوحات الإلهية في تدبر الأسرار القرآنية) وإبراز الودائع المخزونة في كنوز الحروف التي عليها المراد ولقد عهدت في كتاب الفتوحات الإلهية إلي تدبر هذه الأسرار بعد أن انصرف الباحثين في الدين إلى البحث عن فتوى أو إلى جدل لابد وأن تنتهي بالغلبة أو الإقحام أو التفرغ إلى سماع حكايات السلف الصالح بدون التأسي بهم فالإفراط في كل ذلك وترك ما أمرنا به الحق في تدبر القرآن فهو مصيدة للهلاك والحطام أما علم الآخرة وهو التدبر والتفكر في الآيات القرآنية فقد أصبح بين الخلق مهجوراً.
واعلم أن كتاب الفتوحات الإلهية في تدبر الأسرار القرآنية هبة من الله تعالى فكان بذلك سائغاً معقولاً وليس قولاً منقولاً وليس المراد من التدبر التدبر في عالم الملك فقط بل التدبر في عالم الملكوت وعالم الجبروت وعالم البرزخ والحياة الآخرة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.