الغرب وصناعة الكراهية في نقد الإسلاموفوبيا والعولمة


نبذة عن كتاب الغرب وصناعة الكراهية في نقد الإسلاموفوبيا والعولمة

الإسلام والغرب، هذان العالمان، المتداخلان المنفصلان، الملتقيان المبتعدان، المتفاهمان حينًا المتناحران حينًا آخر، هل هما إلى تعايش وتفاهم وحوار. أم إلى تنافر وصراع وصدام.
ذلك هو التساؤل المطروح، وليس من الغريب أن يكون مطروحًا بصيغة استفهامية تنطوي على شيء من القلق والتطلع، وتجمع بين التفاؤل والتشاؤم معًا.
وحقيقة الأمر، أن معطيات عقدين تقريبًا من زمن الألفية الثالثة التي نحياها، تسهم لا شك في طرح الموضوع بهذه الصيغة، وتغذي إحساس القلق الذي ينطوي عليه السؤال.
فهذان العقدان اللذان أوشكا على الانصرام، حفلا بالعديد من الصدامات والحروب، وخلفا الكثير من الآلام والجروح، وقدرًا كبيرًا من الحذر والتوجس والشكوك، فبدا الطرفان “موضوعا السؤال”- للناظر والمراقب- كما لو كانا متناقضين بل متصارعين وكأنهما خصمان لدودان، وحينئذ نتذكر مقولة الشاعر الانجليزي “روديار كيبلنج” في سنة 1892 بأن “الشرق شرق والغرب غرب وهما أبدًا لا يلتقيان حتى تلتقي الأرض والسماء حضورًا تحت كرسي العرش يوم الحساب”.
ونتذكر بذلك أيضًا حقبًا من الصدامات والصراعات الدامية سواء في العصر الوسيط أم في العصر الحديث، هذا بالرغم مما بين الطرفين من قواسم كثيرة مشتركة وإسهام لكل منهما بارز في العطاء الحضاري الإنساني، ومحاولات لم تنقطع بينهما للحوار حتى في أشد الأوقات توترًا وعنفًا، بل وعلاقات دبلوماسية قائمة مستمرة، لا تهتز كثيرًا أمام الانفعالات أو تنبت إزاء صيحات العداوة وصرخات التعصب التي تعلو بين الحين والآخر من كل من الطرفين على السواء.
إننا لا نستطيع أن نغفل كم من المرات افتتن بها الغرب بالشرق، والشرق بالغرب، وحرص كل منهما على أن يرى صورته وقد انعكست على صفحة الآخر.
إننا جميعًا نعلم أن كتب التاريخ تحدثت عن نوع من الالتقاء والتزاوج أحيانًا بين الفريقين. وهل ننسى حين تزوج “الاسكندر الأكبر المقدوني من “ساتيرا” ابنة “داريوس” آخر ملوك دولة الفرس الأولى ليدشن بهذا الزواج مشروعه الطموح لصهر الشرق والغرب في حضارة واحدة؟
كما لا ننسى أن “يوليوس قيصر” اتخذ من “كليوباترا” آخر سلالة البطالمة في مصر- زوجة له ليجعلا من ابنهما “قيصرون” امبراطورًا يجمع تحت لوائه حضارتي الشرق القديم والغرب الفتي معًا في حضارة واحدة.
وماذا عن شبه جزيرة أيبيريا (الأندلس) حين كانت تتألق هناك حضارة العرب المسلمين مصيغة نموذجًا رائعًا ونمطًا فريدًا للمزج الإنساني والعطاء الحضاري.
وفضلًا عن ذلك كله، فإن عالمنا المعاصر لم يعد يعتمد الحروب والصراعات وسائل لحل المشكلات العالقة بين الأمم والحكومات، وإنما غدا شديد الاهتمام بضبط النفس واللجوء إلى الوسائل والقنوات السلمية والدبلوماسية والتحلي بأكبر قدر من المثابرة في هذا السبيل. وإذا كان سؤال البحث، والذي سيحاول البحث نفسه- أن يكون إجابة عليه- يحمل كما أشرنا شيئًا من الحذر والتوجس، فإنه في نفس الوقت يحمل بالقدر نفسه- حتمية الحوار وضرورته، الحوار كخيار لا بديل عنه ولا مندوحة لتصحيح المسار وتعديل الخطابات والعودة لمسيرة الحياة الطبيعية التي تأبى إلا التواصل والاستمرار، وتفرض بحتميتها سنة التعايش السلمي والتبادل المشترك بين بني البشر، وتوجب دوام العطاء واستكمال دورات الحضارة الإنسانية، تعميرًا وتطويرًا حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
إنها سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلًا.

رمز الكتاب: egb152795-5163687 التصنيفات: , , الوسوم: , ,

Description

بيانات كتاب الغرب وصناعة الكراهية في نقد الإسلاموفوبيا والعولمة

العنوان

الغرب وصناعة الكراهية في نقد الإسلاموفوبيا والعولمة

المؤلف

أحمد رشاد حسانين

الناشر

دار اكتب للنشر والتوزيع

تاريخ النشر

01/01/2008

اللغة

عربي

ردمك

9789776297579

الحجم

24×17

عدد الصفحات

250

الطبعة

1

المجلدات

1

النوع

ورقي غلاف عادي

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “الغرب وصناعة الكراهية في نقد الإسلاموفوبيا والعولمة”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *