العولمة: مشاهد وتساؤلات

نبذة عن كتاب العولمة: مشاهد وتساؤلات

ساد فترة التسعينيات من القرن العشرين مصطلح (Globalization) وقد ترجمه البعض إلى اللغة بـ”العولمة” والبعض الآخر بـ”الكوكبة” وآخرون بـ”الكونية”…الخ. ويشير المصطلح، بصورة عامة، إلى الطبيعة المتغيرة للعلاقة بين الدولة القومية (National) والعالم الخارجي (Outside World)، كما يستخدم هذا المصطلح للإشارة، بدون تمييز، إلى روابط عابرة للقومية (Transnational)، وخاصة الاختراق الاقتصادي للأسواق الخارجية، بينما ينزع الاستخدام الأكاديمي من جهة أخرى، ليضيف إلى البعد الاقتصادي بعداً سياسياً يتمحور بصورة رئيسية، حول مسألة سيادة الدولة، كما يضيف مصطلح العولمة إلى هذين البعدين بعداً ثالثاً وهو البعد الاجتماعي. الثقافي.
فقد كثر الجدل بين المفكرين والباحثين حول حتمية هذه الظاهرة، إذ يرى بعضهم أنها سوف تنتهي الدولة القومية تماماً ويحل محلها حكم عالمي. (Global Polity) أو (Global Governance) ويخالف البعض وجهة النظر هذه ويرى فيها تطوراً وتكيفاً للدولة القومية، ويرى أنها ما زالت في إطار العلاقات الدولية، في حين أن آخرين يرون أن فوائدها الخيرة سوف تعم غالبية شعوب العالم، ويرى فريق رابع أنها سوف تكون حكراً على مجموعة صغيرة من الأقوياء لذا تحاول هذه الورقة رصد هذه الظاهرة وتتبع أثرها في السياسات الاقتصادية والاجتماعية الوطنية للدولة، وتجادل حول مدى تأثيرها في الهوية العرقية والإثنية لأفراد المجتمع، وعلى المصلحة القومية وسلطة الدولة، وتقدم بعض المشاهد الرئيسية للتطورات العالمية، وتطرح الأسئلة التالية: 1-ما هي “العولمة”؟ هل لها تعريف محدد؟ وما هي أبعادها؟ 2-هل ستنهي “العولمة” عملياً، دور الدولة القومية بما فيها السيادة والمصلحة القومية والهوية الثقافية ويحل محلها شكل آخر من أشكال الحكم؟ 3- هل ستعم الفائدة المادية والفكرية غالبية شعوب العالم، بحيث يشعرون بأنهم مواطئوا العالم نتيجة العولمة؟. 4-أين موقع العالم العربي من هذه الظاهرة؟ وما العمل؟ ولذلك سوف تتناول هذه الورقة المحاور الرئيسية التالية: تعريف مفهوم العولمة؟ مشاهد رئيسية من التطور الذي شهده النصف الثاني من القرن العشرين في مجالات الاتصالات والمواصلات والمخترعات والإعلام، وبصورة عامة التطور التقني. أبعادها وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، العالم العربي والعولمة… ما العمل؟!