نبذة عن كتاب العقل واللغة والمجتمع ” الفلسفة في العالم الواقعي “
هناك مشكلة واحدة أساسية شغلتني منذ أن بدأت العمل في الفلسفة عند منتصف القرن العشرين تقريباً، وهي كيف يمكن أن نملك تقريراً موحداً ومقنعاً من الناحية النظرية عن أنفسنا وعلاقاتنا بالناس الآخرين وبالعالم الطبيعي؟، كيف نستطيع أن نقبل تصورنا القائم على الحس المشترك عن أنفسنا بوصفنا فاعلين أصحاب وعي، وحرية، وعقول، وننجز فعلاً كلامياً، وتكشف أفعالنا عن عقلانية، في عالم نعتقد أنه مؤلف كلية من ذرات فيزيائية في مجال من القوة، وهي ذرات لا حياة فيها، ولا وعي، ولا عقل لها، ولا معنى، وصامتة؟ وبعبارة موجزة، كيف نجعل تصورنا عن أنفسنا متسقاً ومتماسكاً تماماً مع تقرير عن العالم نحصل عليه من العلوم الطبيعية، وبخاصة الفيزياء، والكيمياء والأحياء؟ والأسئلة التي شغلتني إلى أبعد الحدود – ما الفعل الكلامي؟ ما الوعي؟ ما القصدية؟ ما المجتمع؟ ما العقلانية؟ – انصبت كلها بطريقة أو بأخرى على هذه المشكلة، وأظن أن هذه المشكلة، أو فئة المشكلات، هي المشكلة المهمة في الفلسفة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.