نبذة عن كتاب العبرات
“ففتحت عيني فإذا شبح أسود يدنو مني رويدًا رويدًا، فارتعت لمنظره، وفزعت إلى ساق الشجرة فاختبأت وراءه، فما زال يتقدم حتى صار بجانبي، فأشعل مصباحًا صغيرًا كان في يده، فتبينته على نوره، فإذا عجوز شمطاء في زي المساكين وسحنتهم، فمشت تتصفح وجوه القتلى حتى بلغت مصرع الشيخ، فجثت بجانبه ساعة تبكيه وتندبه، ثم مشت إلى رأسه وأطرافه فجمعتها وضمتهما إلى جثته، ثم احتفرت له حفرة تحت ساق الشجرة فدفنته فيها، وقامت على قبره تودعه”.
“العبرات” إحدى كلاسيكيات الأدب، ذلك الإنتاج الأدبي الذي يعود بنا إلى إبداع العصور الماضية ولكن في صورة حداثية سلسلة ميسرة لنبحر في الماضي بمجداف المستقبل.
وإذ يصحبنا المنفلوطي في هذه الرحاب الأدبية، نلمس تعريبه للروايات الأجنبية حتى كأن أحداثها كانت على أرضنا نحن، فهو يستلهم روح الرواية ثم يفرزها بروح عربية أصيلة تلمس روح القارئ ووجدانه.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.