نبذة عن كتاب الشيخ زايد والبعد السياسي في التسامح
تمكَّن الشيخ زايد، رحمه الله، خلال فترة حكمه، التي امتدَّت 58 عاماً، حاكماً للعين وممثلاً للحاكم في المنطقة الشرقية، ثم حاكماً لإمارة أبوظبي، ورئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، من أن يواصل بكل إيمان وجهد وفكر، نهجه في التسامح، سواء بين الأفراد من أبناء الإمارات، أو بين الدول العربية والصديقة في خلافاتها، بل نزاعاتها أحياناً. وكان، رحمه الله، البادئ في إصلاح ذات البين، وزرع التسامح بين أي طرفين لما فيه خيرهما، وكان كثيراً ما يُطلَب منه أن يتدخل أو يتوسَّط بين طرفين على خلاف؛ لما عُرف عنه من حكمة ورؤية صادقة لا تنحاز إلى طرف دون آخر.
وتتضمَّن المحاضرة لمحة سريعة عن حكم الشيخ زايد للعين خلال 20 عاماً، وما أنجزه بين القبائل، ونظام الري، وترتيب الحدود، وحل المشكلات الأسرية من منطلق إصلاح ذات البين، كما كان يسميه، رحمه الله. وتُظهر المحاضرة ملامح البعد السياسي للتسامح عند المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد، على الصعيد المحلي في رسم الحدود مع إمارة الشارقة، ومع سلطنة عُمان في الخمسينيات من القرن العشرين عندما كان، رحمه الله، حاكماً للعين، وممثلاً للحاكم في المنطقة الشرقية، وكيف أنهى الخلاف على الحيد البحري مع دبي عام 1968، كما أشرف على ترتيب الحدود بين بعض الإمارات. أما فيما يخص العلاقة مع الأشقاء عربياً ودولياً؛ فقد كان الشيخ زايد، طيَّب الله ثراه، لا يقبل أي خلاف أو نزاع بينهم؛ فإما يبادر بالوساطة، وإما يتدخل بناءً على طلبهم، ومن هنا توسَّط أكثر من مرة بين قادة الدول العربية، وفي أحد النزاعات الإفريقية، وكُلِّلَت مساعيه بما كان ينشده من الصلح والسلام.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.