نبذة عن كتاب الشعور واللاشعور عند فرويد وآدلر ويونج في ضوء علم النفس الحديث
إن التحليل النفسى- بوصفه نظرية نفسية وعلاجية- يؤكد أن ثمة منطقة واسعة في العقل تحت مستوى الشعور تكمن فيها الذكريات الأليمة، والرغبات التي لم تتحقق عن طريق العقل الشعورى. وهدف التحليل هو إخراج محتويات اللاشعور إلى حيز الشعور، وذلك من خلال الخبرات اليومية في الأحلام، وأحلام اليقظة، واسترجاع الذكريات، وفلتات اللسان، وغيرها من مختلف أنواع السلوك غير المنطقى.
ومن هنا كان التحليل النفسى هو أسطع ضوء يلقى على مشكلات الحياة وتعقيداتها، أما الرغبات الممنوعة، والميول الطفولية، وكل ما هو لا شعورىن فهو مكبوت تحت مستوى الشعورن في تلك المنطقة من العقل المعروفة باللاشعور، ومحاط بسياج من عمل مقاومة كابتة تمنع ولوجه منطقة الشعور مهما حاول المرء، إلا في صور تنكرية أو رمزية ممسوخة في اليقظة أو الأحلام أو في أثناء التحليل النفسى.
ولقد هوجم التحليل النفسى هجوماً شديداً على زعم أنه يضفى شهرة واسعة غير مناسبة للغريزة الجنسية. والحقيقة التي لا شك فيها، هي أن فرويد قام بدراسة موضوع له قدر عظيم من الأهمية لهذا العامل، فهو يعتبر أى نشاط أو فعالية تمنح الطفل لذة حسية- كوضع إبهامه في فمه مثلاً- إنما هي صورة من صور الإشباع الجنسي.
ولقد كان كل من آدلر ويونج في بادئ الرأى من تلاميذ فرويد ومريديه، ولكنهما أصبحا بعد ذلك من الأنداد المناوئين له، ومن المعترضين على التوكيدات التي قدمها فرويد عن أهمية الدافع الجنسي، ومهما يكن- فإن فرويد- كما رأينا- قد استعمل اصطلاح الجنسية في أوسع معانيه الشاملة لجميع الصفات والمظاهر كمرادف لكلمة “الحب” ولو أنه- من ناحية أخرى- كان ملحاً في إصرار على أن مص الطفل لإبهامه يمنح اللذة الجنسية لطبيعة بدائية.
وفي هذا الكتاب سوف نتناول بشئ من التفصيل الشعور واللاشعور عند هؤلاء الثلاثة وذلك بتقسيم الكتاب إلى قسمين الأول يحتوى على “سيجموند فرويد، آلفريد آدلر، كارل يونج”، أما القسم الثاني فيحتوى على “العقل الشعورى، العقل اللاشعورى، اللاشعور عند فرويد ويونج، قوة الحياة، العقل السلالى عند يونج”.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.