الشعر وطوابعه الشعبية على مر العصور

نبذة عن كتاب الشعر وطوابعه الشعبية على مر العصور

شعرنا العربي وطوابعه الشعبية ومداها في حقب تاريخه القديمة، رأيت أن ابسط هذا الموضوع في بحث يتناوله على مر العصور من القديم إلى الحديث، حتى أصحح الرأي المخطى الذي ذاع وشاع على ألسنة كثيرين، والذي يزعم أصحابه ان شعراء العربية كانوا بمعزل عن شعوبهم، فهم يتغنون بأشعارهم للطبقات العليا فيها فحسب، وواضح أننا نقصد بكلمة الطوابع الشعبية في الشعر أنه يفصل من قلوب شعوبه وأفئدتها في مختلف العصور، فهو دائما يصور حياتها وآمالها وآلامها، سواء في عصور الابتهاج أو في عصور الابتئاس. وكان هذا التصوير على أتمه في العصرين الجاهلي والإسلامي، إذ لم تكن هناك لغة عامية تشارك الفصحى ويستظهرها العرب في حياتهم اليومية العاملة، إنما حدثت هذه اللغة في العصور التالية، وع ذلك ظل الشعر الفصيح هو الذي يترجم عن مشاعر الشعوب العربية واحاسيسها المختلفة في حين انحاز الشعر العامي- منذ ظهوره- أزجالا وغير أزجال إلى الفكاهة والهزل، إزجاء للفراغ عند بعض المتأدبين، وتملحا وتظرفا، ومضى على ذلك إلى اليوم، إذ نراه منتشرا في المجلات الهزلية.