الشبق المحرم “أنطولوجيا النصوص الممنوعة”

نبذة عن كتاب الشبق المحرم “أنطولوجيا النصوص الممنوعة”

للوهلة الأولى ،ثمة تناقض لافت بين “الشبق” وصفته “المحرم” حيث إن الشبق موصول بما هو عضوي ،حيوي،أى بما هو إيروسي تحديداً ،مهما اختلف حول حدود تعاطيه أو تبنيه قيمياً ،بينما المحرم فهو محال على الثقافي ،على ماهو دنيوي محكوم بعلاقات اجتماعية وتاريخية وقانونية وفقهية كذلك ، لكن ما أوهى هذا الحد القائم أو المقام بينهما ،وما أجلاه بما هو مثقل برهانات سلطوية والقيمين على حق الجسد تجاه الجسد وواجبه بالمقابل.
الشبق فاعل مؤكد في لعبة الحياة بأكمل معانيها أو دلالاتها ، إنه فائض الحب من جهة الميل الشهوي والتلذذي وهو يتضمن عالماً لايقاس كما لايكتنه بسهولة تبعاً للمجتمع وثقافته ومن يتولون إدارة مصائره الكبرى ،ومن هنا يكون استشرافنا على فضيلة الشبق ورذيلته :فضيلته في اعتباره محفزاً إبداعيا وليس مجرد باعث على اللذة ورذيلته عندما يتعدى حدود المحرك العضوي له ويشكل تعديا على الآخر كما في حال الاغتصاب ، أو العنف الضاغط من قبل الرجل تجاه المرأة والشبق في أعماقه مغازيه يحمل بصمة ذكورة ذات مؤثر عرفي ،تقليدي ،مجتمعي النسب ، كما لو أن الشبق هو ذاكرة الرجل :الذكر ب أل تعريفه ،وأن المرأة مسكونة بالنسيان أي تكون صلتها بما هو مذكور هنا خدمياً.