نبذة عن كتاب السينما آلة وفن
وإذا كانت السينما علماً، فإن قواعد أى علم وأصوله ونظرياته لا تقوم قائمتها من تلقاء نفسها وإنما تستقر بعد التجربة والخطأ، وبعد الممارسة وانقضاء الزمن. وتلك ناحية يفيها حقها إذ يعرض علينا المصادفات والتجارب التي مرت بها السينما. وهو يختار الأفلام التي تعتبر مراحل انتقال في الفن السينمائي، ويختار كذلك الشخصيات التي صاحبت تلك المراحل فيحدثنا عنها حديثاً ممتعاً يشفى غلة المتعطش، هاوياً كان أم محترفاً، ويروى لنا كيف نشأت عملية تركيب الفيلم وكيف نشأت عملية المونتاج، ثم ينتقل إلي الحديث عن الصوت واستخدامه وعن الفيلم التسجيلي، وعن إعداد القصة والرواية والمسرحية للسينما.
وهذا المنهج الذي انتهجه المؤلف نهج توضيحي طريف وممتع. فهو كلما أراد التعرض لفن من فنون السينما أو لمرحلة من المراحل التي مرت بها، اختار الفيلم الذي كان رائداً في هذا المضمار وراح يتناوله بالتحليل والعرض والنقد.
وإذا كنا نقول إن السينما علم، فليس معنى ذلك أننا نستبعد كونها فناً. وإنما الأمر علي العكس من ذلك، فإن السينما فن قبل أن تكون علماً. فن باب التجديد فيه مفتوح علي مصراعيه لن يغلق أبداً. ولكنها فن نشأ عن الآلة، وهذه الآلة، آلة التصوير وآلة العرض علي حد سواء، لم تأخذ شكلها الحالي إلا بعد اختراعات وتحسينات قامت علي نظريات علمية في علوم الضوء والصوت والبصريات وغيرها، اختراعات وتحسينات شارك فيها كثير من المخترعين والعلماء من شتى البلاد والجنسيات. وهذا الكتاب يوضح لنا كيف نشأ الفن من الآلة وكيف تطور وأصبح أكبر فنون القرن العشرين.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.