نبذة عن كتاب السياسة الداخلية للخلفاء الراشدين وأثرها فى الدعوة إلى الله
من تمام فضل الله ومنته، أن جاءت هذه الدراسة “أثر سياسة الخلفاء الراشدين فى الدعوة الإسلامية “عن خيرة خلق الله فى الأرض بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالموضوع عن بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يتناول سيرتهم بالبحث وبالدراسة. وطبيعة دراسة هذه الفترة التاريخية من تاريخ الدعوة الإسلامية على وجه الخصوص، ونظم الإسلام الشاملة، من الأمور التى تبعث فى النفس القوة والتأثر، وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عامة والراشدون الأربعة خاصة (أبو بكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم، تعلموا من الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير والكثير، واستوعبوا تعاليم هذا الدين استيعابا أنار للبشرية طريق الحياة.
وليس الحديث عنهم رضى الله عنهم حديثا يفترى، وإنما هو عين الصدق وصدق الحقائق الدامغة، والتاريخ الإنسانى لم يشهد من التوثيق والصدق وتحرى الحقائق وتطبيق الإسلام نظام شاملا ، ومنهجاً للحياة مثل ما شهدته تلك الحقبة من تاريخ الإسلام ورجاله السابقين.
ومن هنا تنبع أهمية اختيار هذا الموضوع وتناوله بالدراسة والبحث، وحديث الداعية أو كتابته عن الخلفاء الراشدين رضى الله عنهم، بل الأمة كلها فى أمس الحاجة إلى معرفته فى هذا الأيام، ومعرفة الطريق العملى الذى سلكوه ومزايا الجانب التطبيقى للوحى السماوى الذى آمنوا به واتبعوه للتأسى بهم واقتفاء آثارهم، وشباب الأمة وبخاصة جيل الصحوة الإسلامية اليوم فى أمس الحاجة أيضاً معرفة واضحة، واستئناس بنماذج راشدة لكيفية التعامل مع بعض المستجدات فى المجالات الحياتية، وبخاصة المستحدث منها، وعلى سبيل المثال لا الحصر: المجال الإدارى وتأصيله الشرعى وسن التشريعات والتنظيمات الإدراية، يحتاج الكثير إلى التبصير به وبنشأته وبدايته، وكثيراً ما يتردد سؤال: هل سبق الإسلام هذه النظم الوضعية أم لا؟ وهل الراشدون رضى الله عنهم، فى هذا المجال كان لهم سبق فى إنشائه أو فى مجال التطبيق أم لا؟ وإن كان لهم سبق فهل استفادت منه البشرية فى جيلهم ومن بعد أم لا؟ إن ما قال به الراشدون رضى الله عنهم نبراس هداية يجب أن يسير على هديه اللاحقون عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: “فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين أفتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة”.
والكثير أيضا فى حاجة إلى معرفة الأثر الذى خلفه النظام المالى- وغيره من النظم- فى عهد التطبيق الأول، والنموذج الأمثل للعمل بما جاء به الإسلام، بعد انقطاع الوحى، وطرق التعامل مع مستجدات هذا العصر أو ذاك، فى هذا الجانب وكيفية تطبيق النظام المالى الإسلامي بأخلاقية الإسلام والتزام المسلمين بها، وهل أثمرت الثمار الزكية المرجوة أم لا، وإن كان فما هى هذه الثمار؟ وكيف كانت سياسة الخلفاء الراشدين رضى الله عنهم وتدبيرهم لشئون الأمة فى جانب نظام الحكم، وما هى الأمور التى تفرعت عنها، وما الآثار التى تركتها. وقد أتبعت فى هذا البحث ثلاثة مناهج هى المنهج الاستردادى (التاريخى)، المنهج الوصفى والمنهج الاستنباطى.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.