نبذة عن كتاب الرصيف
جلس “محمد” على طرف مقعد خشبي مستطيل، وعلى طرفه الآخر تكومت سيدة، في منتصف العمر، بدينة، مترهلة، بدت وأنها لم تترك في بيتها ثوباً إلا ارتدته، ثلاثة من الأطفال حولها بثياب قذرة، وأحذيتهم ملطخة بالطين ويبلل رذاذ السماء شعر رؤسهم، جلس اثنان منهم على جانب، ورقد الثالث في حجرها.
جالت المرأة ببصرها فيما حولها، وكذلك فعل الطفلان، شد انتباهها لوحة مكتوب عليها كلمات عريضة، بالكاد يستطيع الإنسان رؤيتها، بسبب الضباب الكثيف، والرذاذ الخفيف، والبخار المنبعث لتوه من قطار يوشك أن يغادر في الاتجاه المعاكس، استقر بصر المرأة على محمد، وكأنها تراه لأول مرة، رغم أنها نظرت إليه عدة مرات، وبدت ملامح الخوف ترتسم على وجهها، فقد تكونت في عقلها فكرة، فأنتقلت مشاعر الخوف – ببراءة – إلى أطفالها الجالسين عندما ضمتهم إليها، وتذكرت المرأة – على الفور – كيف جاء هذا الشاب منذ لحظات، وكيف رمى بجسده على طرف المقعد.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.