نبذة عن كتاب الدليل إلى الفن المسيحي
النظرة العامة للفن المسيحي سوف تتضمن بحكم الضرورة جوانب كثيرة من تاريخ الفن في الغرب، وأجزاء من الشرق الأوسط، وإفريقيا وآسيا والأمريكتين، والأوقيانوسيا (جزر المحيط الهادئ الجنوبية الغربية، أستراليا ونيوزيلندا وغينيا الجديدة وأرخبيل الملايو – المترجم) منذ العصور القديمة وحتى الآن، هذه النظرة العامة بالطبع مجرد خيط في النسيج المتشابك لثقافة وتاريخ العالم، وفي الإطار الواسع تعكس المزيج الثقافي لأوربا والأراضي النائية التي أقام فيها شعوبها رغم الأصول الشرق أوسطية للمسيحية، أصبحت المعيار الاجتماعي للإيمان في هذه المقاطعات منذ الوقت الذي صارت فيه الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية – بعد مراسيم ثيودسيوس الأول في العقد الثامن من القرن الرابع – وحتى ظهور العلمانية في أعقاب الحربين العالمينين في القرن العشرين.
لا يوجد تعريف بسيط يكفي بوضوح، في هذا الكتاب نعتمد نهجاً موسعاً يعبر الحدود لاستكشاف كيف كان الفن يعكس ويحفز استجابة لتعاليم المسيح والفكر والاختبار المسيحي عبر العصور، وكيف أنه ما زال يتحدث إلينا حتى اليوم ويساعدنا على الفهم، والتساؤل والإدراك والنمو، أشار ماريتان إلى أن الفن، مثل الموسيقى، يكمنه أن يجعل الأشياء “أهم مما هي” حيث يخترق أعمال الرؤية والاختبار إلى مستوى أعمق من الإدراك، عندما يحرر الفنان العمل الفني ويسمح له بالتعبير عن نفسه فإنه يعترف ضمنياً بقوة الإبداع كي يجعل شيئاً ما أهم مما هو عليه – فتقشير طبقات البصلة لكشف تعقيدها وفي نفس الوقت البساطة المتجددة في قلبها يشبه الأدوار التقليدية للتفسير والتأويل، لو استطعنا أن نرى الدافع البشري للإبداع كجزء من سعي دائم للاقتراب إلى القوة الخلافة المطلقة التي يعرفها المسيحيون – وكثيرون غيرهم – باسم الله، تكون ولادة الفن، مثلها مثل ولادة الأطفال وولادة الافكار، تعبيراً قوياً عن هذا الدافع، يكتب رئيس الأساقفة روان ويليامز في كتابه النعمة والضرورة، أن الفن (يتعهد بعرض ما هو حقيقي بشكل ما، فهو يعرض شيئاً مختلفاً عن نتاج إبداعه) فمثل الصلاة، يقدم الفن مساراً ممكناً للتواصل مع الخالق مثلما أدرك مايكل أنجلو عندما تصور تلك الصورة الأيقونية التي تحتضن سقف كنيسة سيستين التي تجسد لحظة الخلق وتتنبأ مسبقاً بالنمصالحة، حيث تكاد تتلامس أطراف أصابع الله وآدم.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.