الحيوان – الجاحظ


نبذة عن كتاب الحيوان – الجاحظ

الجاحظ هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الملقب بالجاحظ لجحوظ في عينيه. ولد بالبصرة عام 160هـ/775م وتوفاه الله فيها عام 255هـ/869م. في بني كنانة نشأ نشأة يتيمة بائسة، فذاق من الحياة مرّها، ومن العيش أشده خشونة وشظفاً.. لكن ذلك لم يفت من عضده، ولم يمنعه من التردد على كتاتيب البصرة ومساجدها، وحلقات العلم بها، وعلى المربد، سوق الثقافة يومذاك/ مخالطاً المسجديين وكبار العلماء وأصحاب الرواية واللغة، ساعياً حثيثاً من أجل الارتواء من المعرفة، ومن أجل إشباع فضوله العلمي. ثم إنه راح يتنقل في طول البلاد وعرضها، فقصد بغداد عاصمة الخلافة العباسية ليتصل بالخليفة المأمون الذي ولاه ديوان الرسائل لأيام ثلاثة فقط، سرعان ما أعفي بعدها أو استعفى من منصبه ليتابع دراساته وأبحاثه، منصرفاً لي وضع العديد من المؤلفات، غير منقطع البتة عن مواصلة رجال العلم واللغة والأدب والكلام. ولعل من أبرز الذين تأثر بهم الجاحظ في حياته، إبراهيم النظام، إسام المعتزلة في زمانه، فترسم الجاحظ خطاه، مقتفياً أثره، ناسجاً على منواله في الكثير من الآراء والأقوال.
لو يوهب الجاحظ صباحة في الوجه، لكن عوض عنها بذكاء خارق، وذهن حاد، وطبع سمح، وظرف عجاب، وعقل مستنير. ألم بثقافة العصر، وهضم معارفه وعلومه فانعكس أثر ذلك مؤلفات تترى في شتى الموضوعات الأدبية والاجتماعية والدينية، حتى إن عدد مؤلفاته، وكما ذكروا، ليقارب الثلاثمائة والستين ما بين كتاب أو رسالة، ضاع أكثرها، وبقي منها القليل. ولعل أهم مصنفاته جميعاً، وباتفاق العديد، البيان والتبيين، ورسالة التربيع والتدوير، والبخلاء والحيوان، فما هو هذا الكتاب الأخير؟
هو أشهر كتب الجاحظ وأكبرها وأغزرها مادة على الإطلاق. اسمه الحيوان، لكن ما تضمنه من خطب وأقوال وأمثال ونوادر وأشعار وفكاهات ومناظرات وآراء وأقاصيص ومناقشات، يفوق بكثير، بل هو يتجاوز إلى حد بعيد، حدود تلك المباحث العلمية الصرفة المتعلقة بالحيوان صفات وأجناساً وطباعاً وغرائز ومعايش. إنه معرض للثقافة فريد من نوعه. تلج عبابه فتجد الكثير الكثير مما كان يستطرد الجاحظ إليه من حين لآخر، من شؤون دينية أو فكرية أو سياسية أو اجتماعية أو أدبية سادت في ذلك العصر، عنيت عصر بني العباس الأول وشطراً من عصره الثاني. كل ذلك عرض له الجاحظ بأسلوب أدبي ممتع للغاية، مازجاً فيه الجد بالهزل، موشحا رصانة العلم بجمال التعبير، جامعاً نادر القول وغريب الحديث إلى مأنوسه ومألوفه، غير متورع أحياناً كثيرة، عن إيراد ما هو، وبنظر المتشددين والمتزمتين، سخيف ومبتذل، مودعاً فيه زبدة الأفكار وصفوة الأقوال، حتى إنك لتلمح فيه شخصية الجاحظ ماثلة أمامك بكل أجزائها وأبعادها منهجاً ومعتقداً وغاية وروحاً ودعابة وسخرية وظرفاً.
قسم الجاحظ كتابه إلى سبعة أجزاء شبه متساوية. استهل الأول والثاني منها بخطبة هي بمثابة مقدمة رد فيها على عائبي طريقته في التأليف، وعلى منتقدي كتبه التي ذكر عدداً منها. ولم يفته أن يتحدث في هذين الجزأين عن خلق الإنسان والحيوان، معرفاً في الوقت ذاته بالكتاب، متبعاً ذلك كله بمناظرة اصطنعها بإسهاب على لساني صاحب كلب وصاحب ديك.
في الجزء الثالث من الحيوان يحدثنا الجاحظ عن الحمام والذبان والغربان والخنافس والهدهد وعن الجمال والفطنة والفراسة والجنون. وفي الرابع يحدثنا عن القرد والخنزير والنحل والظليم وعن النيران التي استأنف حديثها في الجزء الخامس حيث تجد مباحث في الفأر والجرذان والسنانير والماعز والضأن والعقارب، والفرق ما بين البهيمة والإنسان، والسبع والإنسان هذا فضلاً عن مباحث أخرى في الألوان والماء، وفي النصارى والمجوس واليهود. أما الجزءان الأخيران السادس والسابع، فقد خصهما الجاحظ بالكلام عن الضب والغيلان والأرنب والفهد والفيل وذوات الأظلاف وعن الثأر والفطنة والنباهة وما يدل على حكمة الخالق وعجيب صنعه وتدبيره. ولا يفوتن القارئ، وهو يتصفح الكتاب بجميع أجزائه وأقسامه وموضوعاته، وفي كل صفحة تقريباً من صفحاته، أن يجد البيت أو الأبيات، بله القصيدة من الشعر، ناهيك بآية قرآنية من هنا، وحديث نبوي من هناك، وحكمة عجيبة ونادرة غريبة، ونكتة لاذعة وتعليق ذكي، ولون محلي وكلام محكي.

Description

بيانات كتاب الحيوان – الجاحظ

العنوان

الحيوان – الجاحظ

المؤلف

خليل الشيخ

الناشر

دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي, مركز أبوظبي للغة العربية

تاريخ النشر

01/01/2014

اللغة

عربي

ردمك

9789948173595

الحجم

16×11

الطبعة

1

المجلدات

1

النوع

كتاب إلكتروني

السلسلة

عيون النثر العربي القديم

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “الحيوان – الجاحظ”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *