الحاسوب وميكنة اللغة العربية

نبذة عن كتاب الحاسوب وميكنة اللغة العربية

قضية ميكنة اللغة العربية وتطويعها للتعامل مع الحاسوب بسهولة وسلاسة مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية واليابانية والإيطالية والعبرية والفنلندية… الخ. والأمر بهذا الشكل فى غاية الصعوبة وبحاجة ماسة إلى عمل جماعى منظم ومجزأ بين علماء اللغة وشغيلة المعرفة أو المحوسبين… إذاً فالأمر يمتلك مساحات واسعة من التداخل والتشابك والتعقيد ما بين منظومة اللغة العربية ومنظومة الحاسوب. وهذا ما يستدعى الانصهار الدائم ما بين معارف اللغة وعلماء الحاسوب.
ولخطورة هذه القضية وما يحيط بها من صعوبات وعقبات آثرت أن أضع تصوراتى حول منظومة اللغة العربية وكيفية حوسبتها… أى أن نظرتى إليها فى هذا المؤلف من خلال نظرة المحوسبين، لا من خلال منظور أهل اللغة. وأرجو أن يعذرنى علماء اللغة العربية إن كنت قد قصرت فى شئ، فقد حاولت جاهداً أن أقتحم مراجع اللغة العربية وكتبها من أجل بناء تصوراً محدداً لمنظومة مكتملة للغة العربية، تكون خير معين للمحوسبين على بناء نظماً متكاملة للعربية وبالعربية، وكانت بدايتى فى هذه المؤلف المتواضع.
وقد راعيت فى هذا المرجع من خلال أبوابه التسعة أن أتعرض لمعالجة اللغات الطبيعية عموماً كفرعاً رئيسياً من فروع الذكاء الاصطناعى، والذى يعد هو الآخر أحد تشبعات علوم الحواسيب الهامة فى عصر المعارف الحالى، وأن أتعرض أيضاً للغة العربية وكيفية معالجتها حاسوبياً والتوصل إلى منظومة رئيسية وعامة لها من أجل ميكنتها. وقد استقرت أبواب المرجع التسعة كما يلى: الباب الأول: وهو عن الجيل الخامس ومعالجة اللغات الطبيعية عموماً، والباب الثانى: فقد تناول منظومة لغتنا العربية من الجانبين النظرى والحوسبى، وأهم المنظومات المؤثرة على منظومة اللغة العربية من الوسط المحيط بها، إلى جانب اشتقاق معمارية مبتكرة لمنظومة اللغة العربية من الداخل.
والباب الثالث: فقد تناول خلال صفحاته ما يخص منظومة الكتابة العربية والمنظومة الصوتية، والباب الرابع: وقد اسهم بشكل ما فى استخراج شكلاً معمارياً لمنظومة الصرف العربى الآلية، والتى هى من أهم مكونات المنظومة العربية، وفى الباب الخامس: قد تم تناول قضايا ميكنة النحو العربى، وتم ابتكار منظومة آلية للنحو ا لعربى فى شكل معمارى منتظم، والباب السادس: فقد تناول بالتفصيل قضية الدلالة العربية وابتكار معمارية لها من أجل ميكنتها، وقد تم وضع نظاماً لتحليل وتمثيل الجمل العربية باستخدام المنطق الرياضى المعدل من الدرجة الأولى.
والباب السابع: فقد تعرض بشكل مبسط لمنظومة هامة جداً وتعد من أهم المكونات الداخلية للمنظومة العربية الآلية، هى المنظومة التى تحكى عن معارف الوسط المحيط، وتنقسم إلى جزء يخص المقام (الذرائعيات) وآخر يخص السياق وما يحيط بالحديث اللغوى من مفاهيم، أما الباب الثامن: فهو عن أهم التطبيقات الخاصة بالمعالجة الآلية للغات الطبيعية وهو الترجمة الآلية.
والباب التاسع والأخير: وهو يحمل فى طياته خلاصة ما أقصده وأعنيه من هذا المرجع المتواضع.. يحمل توصيات وورقة عمل قادرة إن شاء الله أن تصل بعربيتنا الجميلة إلى العالمية نظرياً وآلياً… وكم أتمنى أن يأتى من يتبنى تلك المقترحات لأجل عالمية لغة القرآن الكريم…!.