نبذة عن كتاب الجواهر المضية في طبقات الحنفية
عاشت مصر تحت حكم المماليك البحرية الأتراك ستا وثلاثين ومائة سنة، منذ تملك السلطان الملك المعز عز الدين أيبك الجاشنكير التركهانى الصالحى، سنة ثمان وأربعين وستمائة، إلى أن خلفتهم دولة المماليك الجراكسة البرجية، سنة أربع وثمانين وسبعمائة.
وكان الملك الصالح نجم الدين أيوب قد أكثر من شراء المماليك الأتراك، وجعلهم أمراء دولته، وخاصته وبطانته، وأسكنهم معه فى قلعة الروضة، وسماهم البحرية، فلما مات وتسلطن بعده ولده الملك المعظم توران شاه، أعرض عن البحرية، وأطرح جانب الأمراء، فقتلوه.
وتتميز هذه الفترة بالاضطراب السياسى؛ فإن البحرية لم يتيحوا لسلطان أن ينعم باستدامه ملكه، ولم يحظ من هؤلاء السلاطين غير الملك الناصر محمد بن قلاوون فى مدته الثانية، حيث حكم نحو ثلاثة وثلاثين عاما.
وكان تسلط الأمراء البرجية على السلاطين قويا، حيث يختارونهم صغارا فى الخامسة أو الثامنة أو العاشرة، حتى إذا قوى عود السلطان، وأحسوا منه استقلالا بالحكم، خلعوه أو قتلوه.
وطبيعى أن يؤدي هذا الاضطرا السياسى إلى مظالم اجتماعية، سوء الحياة الاقتصادية، مما تجده مفصلا فى الموسوعات التاريخية التى سجلت هذه الحقبة السياسية، ودونت الحوادث تدوينا دقيقا، يشبه ما نسميه الآن باليوميات.
وقد أرقت هذه المظالم نفوس المصلحين، وأفضت مضاجع العلماء، وهم لا يستطيعون للغشوم دفعا، ولا يملكون حولا ولا طولا، فانتهجوا سبيل النصح الذى يحمل فى طياته نقدا لا سبيل إلى إنكاره.
وقد أثروا المكتبة الإسلامية بموسوعات متنوعة فى كل فن، ويكفى إلى جانب محيي الدين القرشى صاحب هذا الكتاب أن نذكر: أثير الدين أبا حيان، وشهاب الدين النوبري، وشرف الين السبكي، تاج الدين السبكي، وشمس الدين الذهبي
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.