الجغرافيا السياسية.. تنوع أنماط الحدود والمجالات الدولية

نبذة عن كتاب الجغرافيا السياسية.. تنوع أنماط الحدود والمجالات الدولية

إن العلاقات وثيقة بين الشئون والأحداث الدولية من ناحية والبيئات الجغرافية التي تظهر فيها من ناحية أخرى، فعمل الجغرافي السياسي أن يناقش الأثر الجغرافي في هذه الأحداث متعاوناً مع التاريخ والسياسة. ومنذ الحرب العالمية الأولى كانت خريطة العالم السياسية هي المألوفة بين الدارسين إلا أنها تغفل كثيراً من الحقائق الجغرافية كأشكال السطح والغطاء النباتي وتوزيع السكان وأنماط الإقتصاد وغيرها من المظاهر الحضارية. فمثل هذه الخريطة السياسية لدول العالم لم تعط إلا صورة ناقصة إذ لم تفصح إلا عن جزء من الحقائق الجغرافية، وكانت الحرب العالمية الأولى دافعً قوياً لنمو الجغرافيا السياسية في كل من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. إذ ظهرت دراسات تحليلية جغرافية لمشكلات ما بعد الحرب في أوروبا، وهكذا نمت الجغرافيا السياسية التي تعالج كيان الدولة ومقوماتها في ظل التكامل الجغرافي بين الأرض والسكان والدولة المنسقة لهذا التعاون والتكامل وهذه الأقاليم السياسية تتفاوت في مدى الإستقرار النسبي لمدة زمنية طويلة أو يصبها تغيرات سريعة. فالسويد والنرويج وكندا والولايات المتحدة الأمريكية دول مستقرة لمدى طويل بعكس دول أخرى كألمانيا وبولندة، ومن الموضوعات ذات الأهمية لباحث الجغرافيا السياسية: مشكلات الحدود بين الدول وأنواع العواصم ونموها والمشكلة السكانية ومشكلات الأقليات والألبان في كل من تركيا وصربيا وهما يطالبان بالحكم الذاتي ومشكلة الملونين واللاجئين ومشكلة التلوث البيئي ومشكلة الموارد بين الشمال والجنوب وغيرها كثير. هذا بالإضافة إلى مشكلة الأحواض النهرية بين الدول المختلفة كحوض نهر الأردن بين سوريا ولبنان والأردن وفلسطين وإسرائيل ومياه الفرات وتقسيمها بين تركيا وسوريا والعراق ونهر السند بين الهند وباكستان. غير أن من بين هذه المجالات المتنوعة تحظى الدولة ومكوناتها كوحدة سياسية بأهمية كبيرة في الدراسة الجغرافية التحليلية، وسوف نتناول موضوعات الجغرافية السياسية في هذا الكتاب على جزئين الأول يتناول مقومات الدولة وفيه (الفصل الأول: الجغرافيا السياسية والمنهج الإقليمي والفكر الجغرافي الحديث، الفصل الثاني: مكونات الدولة الطبيعية، الفصل الثالث: المكونات البشرية والإقتصادية للدولة، الفصل الرابع: الحدود وأنواعها) والثاني المجالات الدولية وفيه (الفصل الأول: مشكلات المياه العربية إقليمياً وسياسياً، الفصل الثاني: شخصية آسيا الإقليمية وتطور خريطتها السياسية، الفصل الثالث: الشخصية الجغرافية المتكاملة لحوض الخليج العربي “دراسة في التكامل الجغرافي بين الدول”، الفصل الرابع: في دول الجوار الجغرافي الهند وباكستان، الفصل الخامس: البيئة البحرية والتلوث ما بين الخليج العربي وحوض البحر المتوسط “دراسة في مجلات الدولية المتكاملة”).