التقييم الاستراتيجي

نبذة عن كتاب التقييم الاستراتيجي

يستعرض هذا الكتاب القضايا الاستراتيجية الكبرى التي تواجه الولايات المتحدة في حقبة ما بعد الحرب الباردة. ويركز بشكل خاص على مستقبل القوة الجوية الأمريكية. ومن ثم يتعرض لمسألتين بالغتي الأهمية، الأولى تتعلق بالاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة في الحقبة الجديدة، أما الثانية فتناول الاتجاهات السائدة في مختلف مناطق العالم، وما يمكن أتشكله من تحديات بالنسبة للقوات العسكرية للولايات المتحدة، ولا سيما لقواتها الجوية.
ولا شك أن مناقشة الاستراتيجيات الكثيرة البديلة لولايات المتحدة الأمريكية توفر الإطار المناسب لفهم الموقف الاستراتيجي الأمريكي. فقد مضى زمن طويل على سقوط جدار برلين، وتفكك الاتحاد السوفيتي، ومع ذلك لم تتوصل الحكومة الأمريكية-حتى الآن-إلى إجماع بشأن استبدال استراتيجية “الاحتواء”، التي اتسم بها سلوكها الدولي على مدى عدة عقود. وفي غياب مثل هذه الاستراتيجية الكبرى، ستظل الولايات المتحدة تواجه صعوبات في تقييم أهمية الأحداث الدولية، من حيث التأثير في مصالحها بعيدة المدى، وتقييم الجدوى من استخدام إمكاناتها العسكرية للتأثير في مصالحها بعيدة المدى، وتقييم الجدوى من استخدام إمكاناتها العسكرية للتأثير في تلك الأحداث، تبعاً لما سبق، فإن الاتجاهات الجيوبوليتيكة (الجغرافية السياسية)، في مختلف مناطق العالم، ستتم دراستها من منظور ما تطرحه من تحديات أمام الولايات المتحدة الأمريكية وقواتها الجوية والفضائية. مع ملاحظة أن الموقف السياسي يرتبط بطبيعة الحال بمصالح الولايات المتحدة وبإمكانية حدوث تدخل عسكري أمريكي في هذه المناطق. واستناداً إلى الخبرة الواسعة لباحثي مؤسسة “راندا” بالعديد من القضايا الجيوبوليتكية، تم إعداد هذا الكتاب، ضمن برنامج مشروع القوة الجوية، الخاص بـ”الاستراتيجية والعقيدة”، والذي تعده “راندا” وتموله القوات الجوية الأمريكية. ومع أن محتويات هذا الكتاب موجهة أصلا إلى القادة والمخططين في القوات الجوية، فإنه ينبغي أن تحظى باهتمام كثير من المهتمين بقضايا الأمن القومي، ودارسي العلاقات الدولية إلى جانب المهتمين بمستقبل القوات العسكرية الجوية والفضائية.يضم هذا الكتاب مجموعة من الدراسات التي أجراها متخصصون في القضايا الاستراتيجية الدولية، وذلك تحت إشراف مؤسسة “راند” البحثية. وهو يستعرض في ثلاثة عشر فصلاً القضايا الاستراتيجية الكبرى التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية في مختلف مناطق العالم بعد انتهاء الحرب الباردة. وتتناول فصوله بشيء من التفصيل تطور السياسات العالمية بعد الحقبة المشار إليها في كل من أوربا الغربية، وروسيا، والبلقان، وأوربا الوسطى والشرقية، واليابان، وشبه القارة الكورية، والصين، والشرق الأوسط، والقوقاز وآسيا الوسطى، وأمريكا اللاتينية، وجنوب آسيا، وأفريقيا.
وتركز فصول الكتاب على تأثر السياسة الأمريكية-الهادفة إلى الحفاظ على مصالح الولايات المتحدة السياسية والاقتصادية والاستراتيجية-بالسياسات الإقليمية، وذلك في ضوء المخاطر التي تتعرض لها هذه المصالح؛ بسبب مساعي بعض الدول-المباشرة أو غير المباشرة-إلى وضع حد لهيمنة الولايات المتحدة على الصعيد العالمي.
جدير بالذكر أن الدراسات الواردة في هذا الكتاب تعبِّر عن وجهة نظر أصحابها، ولا تعبِّر بالضرورة عن وجهة نظر الناشر. واهتمامنا، في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بترجمتها يعود بالدرجة الأولى إلى إفساح المجال للقارئ العربي للتعرف على وجهات نظر مختلفة، تتناول بالبحث والدراسة أوضاع أهم أقاليم العالم، في هذه المرحلة الدولية المتغيرة وذات السمات الخاصة.