نبذة عن كتاب التعايش السلمي للأديان وفقه العيش المشترك نحو منهج التجديد
إن الإيمان بتعددية الحضارات، واختلاف الأمم، والأديان، والثقافات، أمر واقع لا يمكن إنكاره أو تجاوزه أو الهروب منه، بل إن الرؤية الإسلامية الصحيحة الثاقبة تجعل منه سنة إلهية وكونية.
وتحتاج البشـرية جمعاء إلى تأكيد منظومة القيم الإنسانية، والإيمان بالتنوع الحضاري والثقافي، والانطلاق للعيش معاً من خلال المشترك الإنساني بين البشـر جميعاً، وتأكيد أن هذا التعايش هو من صميم رسالة الأديان جميعاً، حتى لا يستغل الدين لمصالح سياسية أو أطماع اقتصادية، فيحدث القتل والتدمير والتخريب باسم الدين وتحت صيحات التكبير والتهليل، أو التصليب، وما شاكل ذلك أو شابهه.
إن الإسلام دين إنصاف، يحث أتباعه على الإنصاف الذي يرتكز على العدل، بصـرف النظر عن الحب أو البغض تجاه الآخر، فالمسلم ينبغي أن يتعامل مع من يخالفه في الدين انطلاقاً من قاعدة العدل، وقاعدة الحق، وقاعدة ما يستحقه، فلا يليق بمسلم أن يسـيء إلى غير المسلم أو يحتقره أو يؤذيه أو يظلمه؛ لأن الإسلام حرّم الإساءة إلى الآخر أيّاً كان مذهبه أو دينه أو جنسه.
إنّ اختلاف الثقافات والحضارات والأعراف والتقاليـد، يولد – بالطبع – اختلافاً في الحقوق والواجبات، ولا يمكن لحقوق الإنسان في الغرب التي ترتبط بطبيعة المجتمعات فيه، أن تستنسخ وتفرض قـسـراً على الـشـرق ولا العكس قائم أيضاً، فعلى كل من الـشـرق والـغرب أن يحترم ثقافة الآخر وحضارته، لنتعامل في ضوء تكامل الحضارات لا تصادمها.
وفي سبيل بناء الثقة بناء حقيقياً محكماً، ومن أجل فهم ما لدى الآخر فهماً واعياً، لا بد من التخلي عن نظرة الاستعلاء إزاء الآخر، والتخلي عن أطماع الهيمنة الاستعمارية، ومن ثم اللجوء إلى الحوار بدلاً من العنف.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.