نبذة عن كتاب التعادلية مع الإسلام والتعادلية
قرأت الكتاب، فخيل إلي وأنا ماضي بين صفحاته، أنني إنما أستمع إلى فيلسوف من فلاسفة اليونان الأقدمين، يتكلم العربية ويرتدي ثياب أوروبا العصرية. لكن الفكر واللغة والثياب لم يكن بينها- مع ذلك- تنافر، بل جاءت كلها في وحدة متسقة تنسيك اختلاف وجوهها، فأديبنا الحكيم في “تعادليته”، ينظر إلى الكون وإلى الإنسان، النظرة نفسها التي نظر بها فلاسفة اليونان، وهي نظرة تحاول جمع الأضداد في وحدة.
فالتعادلية بصفحاتها التي لا تكاد تزيد على مائة وثلاثين صفحة من القطع الصغير، سياحة تطوف بك على ميادين الفكر، لتقف بك عند كل ميدان منها لحظة، تعطيك فيها الجرعة المركزة الموجزة: التي ربما تفجرت في نفسك بعدئذ تساؤلات وتأملات! إنها سياحة تطوف بك على الميتافيزيقا والأخلاق والجمال والاقتصاد والاجتماع والسياسة والبيولوجيا وغيرها من فروع العلم والمعرفة، ليدلك المؤلف عند كل واحد منها عن موقفه إزاءه، وكيف يراه بالعين التي تجمع الضدين في فعل واحد.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.