نبذة عن كتاب التجديد والتأصيل في عمارة المجتمعات الإسلامية
شاءت الظروف أن تتاح لي فرصة المشاركة في جهود مؤسسة “جائزة الأغا خان للعمارة” منذ بدأت كفكرة، فقد كنت من أوائل من اتصلت بهم اللجنة التوجيهية الأولي للجائزة والتي عد من بين أعضائها المهندس الرائد حسن فتحي. والآن وقد بلغت هذه التجربة أكثر من ربع قرن من العمر رأيت أن أضع هذا الكتاب، لتقويمها بما يتضمنه ذلك من النقد الذاتي، ولأضع بين يدي القارئ العربي صورة موجزة عن محاولة فكرية جريئة، أوجدت حيزاً من الحرية للجدل والمناقشة وإثراء الحوار للمهتمين بشئون العالم الإسلامي، والعمارة فيه، وما تتضمنه من قضايا بين الحداثة والتراث وبين التأصيل والتجديد.
كان هذا الكتاب، وهو يأتي في إطار اهتمامي بقضايا النقد المعماري، في سلسلة من المؤلفات وضعتها لتصب في اتجاه إثراء النقد المعماري في اللغة العربية آخرها الكتاب الذي نحن بصدده.
ورأيت في تقديم هذه التجربة للقارئ العربي، أن أقسم الكتاب إلي ثلاثة أقسام: الأول عبارة عن تأريخ لجائزة الأغا خان للعمارة من يومها الأول حتي جوائز 2004 بالهند. وأركز بشكل واضح علي المنهج النقدي، باعتباره الوحيد الذي يعبر بوفاء عن منهج مؤسسة الجائزة ذاتها، حتي وإن أدى بنا ذلك من حين لآخر إلي أن ننتقد قراراً هنا أو هناك.
القسم الثاني من الكتاب يضم مذكرة مهمة وجهتها اللجنة التوجيهية إلي لجنة التحكيم، بينت فيها معايير التقييم التي تبنتها مؤسسة الجائزة، ومعها مذكرة مهمة عن توسيع مفهوم النقد المعماري، رأيت أن ألحقها بدراسة تطبيقية عن مكتبة الإسكندرية، لكي نجمع بين النظرية والتطبيق، في ملمح نقدم من خلاله نموذجاً للدراسات النقدية المعمارية التي نفتقدها في الثقافة العربية، إلا ما ندر.
أما القسم الثالث، فيضم بعض الملاحق؛ رأينا أنه من الأساس وضعها بين يدي القارئ. أما المذكرة التفصيلية التي وجهتها اللجنة التوجيهية إلي لجنة التحكيم، فقد بينت فيها معايير التقويم التي تبنتها مؤسسة الجائزة، كما راينا أن نلحق في هذا الجزء قائمة الأسماء العربية والإنجليزية. وألحقنا أيضاً الحواشي والهوامش كما جرى عليه العرف الأكاديمي للعمل العلمي الجاد.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.