نبذة عن كتاب البناء الدرامي في الشعرالعربي القديم
يتناول “د. عماد حسيب” في كتابه الجديد نقطة غاية في الأهمية في بحر الموروث الشعري ألا وهي اعتصار شعرية الدراما في بنية الشعر العربي القديم، فإذا كان الجانب الدرامي المخبوء في النص الشعري المعاصر لم يستأثر بدراسات كثيرة؛ بسبب استئثار المسرح والرواية به، فإن تصدي المؤلف للجانب الدرامي في الشعر العربي القديم يرهص بسعي دؤوب يستبطن غور النصوص القديمة لصنع مقدرات شعريتها من خلال رؤية نقدية متسقة، يبدؤها د. عماد حسيب بتتبع البواعث التي أدت بالشاعر القديم إلى استخدام عنصر الدراما بنية دالة سوسيولوجيا وسيميولوجيا في شعره، وانتهاءً بتحليل النص بحس شاعر ناقد يستشرف المخبوء درامية في نسغه وبنيته العميقة .
وتؤكد الدراسة في تناولها للتشكيل الدرامي داخل بنية القصيدة العربية القديمة؛ أن هذا التناول يعد جديدًا في ظل ما نشهده من فقر في الدراسات النقدية التي تهتم بمثل هذا النوع، وكذلك الإفراط الشديد في الدراسات التي تهتم بالنص الحداثي ونظريات الحداثة وما بعدها.
وتطرح الدراسة في محتواها مجموعة من الدراسات التي جاءت في ثنايا أبوابها وفصولها، تمثل رصدًا للمشهد الشعري القديم وارتباطه بعالم الدراما، مثل: دراما الرحيل (ألوان الصراع في النموذج الطللي) ، ودراما الحرب (التصوير والحركة الدرامية) ، ودراما الحب (درجة الحوارية وأسلوب القص) ، ودراما الموت (الحركة من الثبات). كما تتناول بالدراسة المقطعية مجموعة من عناصر الدراما التي وظفت جزئيًا لدى بعض الشعراء، ومثَّل توظيفُها ملمحًا بارزًا، مثل (القصة الدينية عند أمية بن أبي الصلت) ، و(القصة الاجتماعية عند الحطيئة) ، وتنوع التشكيل الدرامي في ديوان أبي نواس ، و(الصراع الداخلي في صورة الآخر عند تأبط شرا والبحتري).
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.