نبذة عن كتاب البعد الدينى فى السياسة الأمريكية تجاه المملكة العربية السعودية
خضعت قضايا السياسة الأمريكية تجاه المملكة العربية السعودية في مرحلة ما بعد أحداث سبتمبر 2001 لتأثير تيارات اليمين الديني والسياسي الأمريكي.
وإذا كانت هناك قضايا ترتبط بالداخل السعودي أساسًا، كالعمل الخيري، والحرية الدينية، والتعليم وحقوق الإنسان والمرأة، فإن إثارتها في هذه المرحلة، ارتبط في الجانب الأكبر منه بتأثير الداخل الأمريكي، على السياسة الخارجية الأمريكية، وصاغت الولايات المتحدة توجهاتها نحو هذه القضايا من خلالها منظومتها القيمية والحضارية، ورؤيتها للدين، والتي سعت لفرضها على الدول الإسلامية، ومنها المملكة العربية السعودية، دون أن تأخذ في اعتبارها مسئولية سياساتها الخارجية ذاتها، عن توتير علاقاتها مع العديد من هذه الدول، من ناحية، وعن إفراز الاتجاهات المعادية لها من ناحية أخرى، حتى في الدول الحليفة لها.
وإذا كانت الولايات المتحدة قد انطلقت في صياغة توجهاتها من قضايا العلاقات مع المملكة العربية السعودية، خلال المرحلة محل الدراسة، من حرب الأفكار كإطار عام حاكم لسياستها نحو قضايا الداخل السعودي، ومن الحرب على الإرهاب، كإطار عام حاكم لسياستها تجاه قضايا إقليمية وعالمية ذات صلة بالمملكة العربية السعودية، والإطارين (حرب الأفكار، والحرب على الإرهاب) من العمليات الجديدة في السياسة الخارجية، إلا أنها في صياغتها توجهاتها وسياساتها تجاه المملكة العربية السعودية، مزجت بين البعدين الديني/ القيمي، والمصلحي/ الاستراتيجي.
وفي هذا الإطار تثار عدة إشكاليات، حول أدوات وقنوات الضغوط الأمريكية في كل منها، وحجمها مقارنة بطبيعة الحالة السعودية، ودورها في الاستراتيجية الأمريكية، وقائمة أولويات هذه الضغوط، ومغزى ترتيبها، ثم نتائجها مقارنة بحجمها، وهل هي ضغوط معلنة من أجل إحداث تغيير أم مجرد دفع المملكة لتقديم تنازلات أو مرونة أكثر في توجهاتها الإقليمية تجاه قضايا استراتيجية إقليمية وعالمية؟ والأهم، ماذا تريد الولايات المتحدة للسعودية ومن السعودية؟ ما حقيقة السيناريوهات الأمريكية، الرسمية وغير الرسمية حول مستقبل المملكة؟
هذه التساؤلات وغيرها، يحاول هذا الكتاب الاقتراب منها، سعيًا نحو تسليط الضوء على هذا البعد المهم في علاقات الدولتين، والذي لم ينل حظه من الاهتمام في الأدبيات العربية، مقارنة بالأبعاد السياسية والاستراتيجية والاقتصادية لهذه العلاقات.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.