نبذة عن كتاب البداية والنهاية في الرواية العربية
لعل ما يسجل في الحقل النقدي العربي الحديث هو كثرة اهتمام نقادنا بالنص الروائي في مستوياته المعروفة: الشخصيات، السرد، الزمان، المكان… لكننا قلما نجد انشغالاً ملحوظاً، سواء على مستوى التنظير أو التطبيق، بمكونين نصيين إستراتيجيين في بناء الرواية؛ ويتعلق الأمر بـ: “البداية” و”النهاية” فقد صار هذان المكونان الروائيان من شدة الجهل بهما كالمعلومين اللذين لا حاجة إلى بذل جهد يذكر فيهما، وعليه، فإن ما يطبع تناول الناقد والمبدع لهما كان لا يخرج عن دائرة التعميم تارة، أو اللامبالاة والتجاهل تارة أخرى.
ومن منظورنا الخاص، فإن هذين المكونين (“البداية” و”النهاية” قمينان بالدراسة والتحليل، وذلك لتظهير أهميتهما في كل تجربة روائية، بالنظر إلى استعمالاتهما المتعددة، ووظائفهما المتنوعة،ورهاناتهما الفنية التي تختلف من روائي لآخر، ومن حساسية روائية لأخرى، فلا أحد ينكر أن سؤال كل من “البداية” و”النهاية” ينتصب شامخاً أمام كل روائي يفكر في وضع اللمسات الأولى والأخيرة في رحلة الألف ميل الروائية؛ رحلة روائية لابد لها من نقطة بداية، ومآل ونهاية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.