الانتفاضة الفلسطينية والأزمة الصهيونية “دراسة في الإدراك والكرامة”

نبذة عن كتاب الانتفاضة الفلسطينية والأزمة الصهيونية “دراسة في الإدراك والكرامة”

هذا الكتاب ليس دراسة في الانتفاضة وحسب وإنما هو أيضاً دراسة في النماذج المعرفية والإدراكية الكامنة وراء كل من الانتفاضة الفلسطينية والمحاولة الصهيونية لقمعها. بل هو بمعنى من المعاني جزء من المحاولة الجارية بين علماء الإنسانيات في العالم العربي لتأسيس علوم عربية إنسانية مستقلة أكثر قدرة على تفسير واقعنا وعلى توجيهه وتحريكه من النماذج الجاهزة المستوردة. والانتفاضة لحظة تاريخية نادرة- بالنسبة لي كدارس للظاهرة الإنسانية في العالم العربي وخارجه- أرى فيها النموذج المعرفي الذي أدافع عنه وقد تحول إلى حدث تاريخي يومي.
وقد تناولنا في الفصل الأول من هذا الكتاب أهمية النماذج المعرفية في تحديد إدراك الإنسان وخطورة التبعية الإدراكية. وأشرنا إلى النموذجين المتصارعين في فلسطين المحتلة وقد سميناهما نموذج الإنسان/ السر أو نموذج الالتحام العضوي في مقابل التكامل غير العضوي. وقد طرحت فكرة أن الانتفاضة ليست تعبيراً عن اليأس وإنما هي تعبير عن أمل عربي فلسطيني, وإيمان بالإنسان/ السر الذي لا يقهر.
وقد تناولنا في الفصول الثلاثة التالية (الثاني والثالث والرابع) جوانب مختلفة من أزمة الصهيونية وكيفية استجابة الفلسطينيين لها, ويتناول الفصل الخامس (أهم فصول الكتاب في تصوري) تآكل الجيش الإسرائيلي وأشكال الإبداع المختلفة عند المنتفضين ويؤكد أن النموذج النضالي الذي ابتدعوه (الترابط غير العضوي) نموذج جديد كل الجدة يضيف إلى التراث النضالي العالمي.
ونحاول في الفصل السادس رصد استجابة المستوطنين الصهاينة للانتفاضة, وفي نفس الوقت نحاول أن نوسع نطاق المصطلح السياسي العربي ليصبح أكثر تركيبية وشمولاً ودقة وتفسيرية (بما يتفق مع رؤيتنا للإنسان/ السر). وفي الفصل السابع نرصد استجابة يهود العالم للانتفاضة, ونحاول أيضاً وضع مصطلح جديد يتلاءم مع تركيب وضعهم وإبهامه.
أما الفصلان الثامن والتاسع فيتناولان الإعلام وموقفه من الانتفاضة وموقف الصهاينة منه. ويتناول الفصل العاشر أزمة الصهيونية كما تعبر عن نفسها من خلال القصائد والأغاني والنكت ونشير إلى ما سميناه تآكل العقد الاجتماعي الصهيوني. أما الفصل الحادي عشر والأخير فقد قمنا بتلخيص ما ورد في فصول الكتاب من نتائج للانتفاضة وتناولنا أهم النتائج على الإطلاق وهي وضع شرعية الوجود الصهيوني ذاتها موضع التساؤل.