نبذة عن كتاب الادب في عصر العباسيين “الجزء الثاني: من بداية القرن الرابع إلى نهايته”
افردنا هذا الكتاب للحديث عن الأدب في عصر العباسيين في القرن الرابع، وقد افردنا للقرن الرابع هذا الجزء وحده لأسباب، منها أنه العصر الذي بلغت به الحضارة العربية الإسلامية ذروتها، ومنها مشاركة العناصر المكونة للأمة الإسلامية في بناء هذه الحضارة، وكانت الدويلات والإمارات التي انفصلت عن الدولة المركزية شرقاً وغرباً مراكز ثقافية وحضارية نشطة بفضل حكامها الذين حرصوا على إحياء تراث أجدادهم، ليصب في تيار الثقافة العربية الإسلامية مما أكسبها هذا التنوع، وأثراها بالدماء الجديدة التي اكسبتها قوة وازدهاراً وشباباً.
وقد لعب الأدب، بأنواعه وفنونه أدواراً هامة في حياة الناس في هذا العصر. وكان الشعر في مقدمة فنون القول استحوازا لاهتمام حكام الأقاليم. وذلك لما يلعبه الشعر من أدوار، فهو إعلام ينطق بالمفاخر والأمجاد، ويصور أحوال الناس وشئون الحياة من سعادة أو شقاء، ومن هدوءء واستقرار أو اضطراب وعناء.
وكان علينا أن نعرض لنماذج من شعراء آخرين عاصروه، اختلفت بيئاتهم وطبائعهم، وتوجهاتهم، لنصدق في تصوير العصر من خلال ما أنجز من الشعر. ولذلك تناولنا في هذا الجزء جماعة من الشعراء متنوعي السمات، رأينا أنهم يمثلون ما جد على الشعر، وما استحدث على ما قدمنا به القول، وكان علينا أن نكمل صورة الأدب بأن نعرض لفنون الكتابة، وقد تغيرت وتطورت، وتعددت أساليبها، وظهرت أنواع لم تكن معروفة من قبل كالمقامات، وكان الحكم عن الشعر والشعراء موجزاً يكتفي بإظهار الملامح المميزة والجديدة المبتكرة، فكذلك كان الحديث عن الكتاب وكتاباتهم.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.