الإرهاب الإلكتروني : خرافات ، وحقائق ، وفيروس ستوكسنت ، وتنظيم داعش ، ووسائل الإعلام الاجتماعي ، ومسرح المواجهة

نبذة عن كتاب الإرهاب الإلكتروني : خرافات ، وحقائق ، وفيروس ستوكسنت ، وتنظيم داعش ، ووسائل الإعلام الاجتماعي ، ومسرح المواجهة

تتبنى المحاضرة تعريف مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) للإرهاب الإلكتروني، بأنه “هجوم مخطط، ذو دوافع سـياسية، ويستهدف المعلومات والأنظمة الإلكترونية وبرامجها وبياناتها، ويترتب على ذلك استخدام العنف ضد أهداف غير قتالية، بواسطة مجموعات وطنية فرعية أو عملاء سريين”، مبيناً خطورة ممارسة الإرهاب الإلكتروني، ومتوقفاً عند عدد من الأحداث في هذا السياق؛ ومن ذلك أنه في عام 2001، تبين بعد مصادرة أجهزة الكمبيوتر الخاصة بتنظيم القاعدة، في أفغانستان، وجود نماذج لسدود مائية وآليات التحكم بها، وكيفية إحداث فشل كارثي فيها. وفي مثال آخر، في عام 2006، قامت مواقع إلكترونية إرهابية، بالدعوة إلى شن هجمات إلكترونية، ضد صناعة المال والأعمال الأمريكية؛ رداً على الانتهاكات ضد سجناء في معتقل جوانتانامو.
وهناك محاولات مشابهة قام بها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، لاختراق أجهزة كمبيوتر تابعة لقيادة الجيش الأمريكي. وحذر مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية في مؤتمر لأمن الشبكات وأجهزة الحاسب الآلي، في مدينة سان فرانسيسكو عام 2011، من مخاطر الإرهاب الإلكتروني؛ قائلاً إنه “من المحتمل أن تقوم مجموعة إرهابية بتطوير أدوات لشن هجوم إلكتروني، سواء بمجهود ذاتي أو عبر شـراء ما يلزم لذلك من السوق السوداء”. ولا يحتاج التسبب في أضـرار حقيقية من خلال الفضاء الإلكتروني إلى مجرد فهم الشبكة، بل يحتاج أيضاً إلى فهم الأجهزة والأنظمة الحقيقية التي سوف تتعرض للهجوم.
وبالتأكيد، فإن شبكة الإنترنت من أهم أدوات التكنولوجيا في التاريخ البشـري؛ إذ أعادت رسم بنية مجالات كبرى؛ مثل: الأعمال، والترفيه، والسـياسة. وليس مفاجئاً أنها أضحت أيضاً، إضافة مهمة إلى تاريخ الإرهاب. ولكن، عند القيام بتحليل الإرهاب الإلكتروني، يتعين عدم الوقوع فريسة لأسوأ السيناريوهات الملتبسة والمخاوف المبالغ فيها، فالتغيير الحقيقي الذي أحدثته شبكة الإنترنت على مستوى الإرهاب، ربما كان هو نفسه في مختلف المجالات، من خلال إحداث علاقات إلكترونية جديدة ومتدرجة، تتيح للأفراد والمجموعات تجميع المعلومات، وتنظيمها وتوزيعها.