نبذة عن كتاب الإدمان من المجهول.. إلى المعلوم
طوال فترة عملي كمعالج إدمان كنت أحاول جاهدا بأن أقوم بعملين مهمين وهما: علاج المدمن وهو هدف يتحقق بشكل يومي وبإستمرار ولله الحمد، أما الهدف الثاني فهو تغيير مفهوم المجتمعات العربية عن الإدمان والمدمنين، فهناك الكثير من المفاهيم الخاطئة الموجودة لدى المواطن العربي فيما يتعلق بالإدمان، وذلك إما بسبب موروثات إجتماعية أو نقلا عن الأعمال الفنية التي تقدمها كل من السينما والتلفزيون وهي في أغلبها إن لم نقل جميعها أفكار ومفاهيم خاطئة. فهناك خلط كبير لدى الكثير من الأشخاص بين المخدرات والإدمان أو بين المخدرات والمدمن، ومفاهيم أعمق خزيا وعارا عن المدمنيين أنفسهم.
وحيث إنه مازال الكثير من شبابنا يتعاطون ويدمنون المخدرات والدائرة المظلمة والمحكومة بطوق من نار والتي رسمتموها للمدمن ووضعتموه بها بدأت تزداد حجما وتكبر بشكل مخيف، ومسجونيها يتزايدون يوما بعد يوم وفي مثل هذا الوضع سيأتي ذلك اليوم “وهو ليس ببعيد” بأن يكون حجم تلك الدائرة المظلمة أكبر من دائرة الضوء التي تعيشون بها.
إذا لابد بأن يكون هناك خللا في معتقدات ذلك المجتمع وبأنه قد حان الوقت لإعادة النظر بها عل وعسى أن تنطفئ نيران ذلك الطوق وينكشف الستار عن تلك العتمة لنكتشف بأن ما مسجونيها إلا أبنائنا وبناتنا، ولكل ما سبق وقيل ظهرت لنا فكرة هذا الكتاب لنقوم بمحاولة تصحيحة لتلك المفاهيم ونركز على الحلول وكيفية الخروج من تلك العتمة بدلا من النواح والصريخ والبكاء على الأطلال والتحدث عن المشكلة مرارا وتكرارا بدلا من محاولة إيجاد الحلول.
أنا شخصيا وفي هذا الوقت وفي مثل تلك الأوضاع لا أريد معرفة كيفية حدوث الإدمان بقدر ما أريد أن أتخلص من الإدمان نفسه، وإنني هنا أوعد القارئ الكريم بأنه سيتفهم وإلى حد كبير الكثير مما يجول في خاطر ذلك المدمن وأخذكم في نزهة قصيرة في أغوار النفس البشرية للمدمن وذلك العالم المليء بالأسرار، كما إنني أتمنى بأن يكون هذا الكتاب المتواضع هو عبارة عن معجم أو فهرس للقارئ الكريم وللأسرة العربية يرجعون إليه في حال وجود أي إستفسار عن كل ما يتعلق بعوالم المدمنين والمخدرات وبكيفية التعامل معهم.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.