الأمن الصحي في دول الخليج العربي ؛ التحديات والفرص

نبذة عن كتاب الأمن الصحي في دول الخليج العربي ؛ التحديات والفرص

إن منظومة الأمن الشامل تنطوي على عدد من المكونات والعناصر، بعضها يتعلق بالأمن المباشر والبعض الآخر بالأمن الذي يأخذ أشكالاً وألواناً غير مباشرة.
ولعلّ الأمن الصحي واحد من تلك الأشكال التي ترقى في حلقاتها ومفاصلها وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة إلى مستوى التحديات الأمنية والوجودية ذات الخطورة العالية التي لا تقل بأي حال من الأحوال عن أخطار التهديدات العسكرية والسياسية وأشكال التهديدات الأخرى.
ومن هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يحاول ما أمكن رسم مقاربة للأمن الصحي في منطقة الخليج العربي، ومن خلال دراسة الحالة كنموذج يمكن من خلاله تحديد مكامن القوة والضعف، وتأثير الفجوات وسبل تجسيرها وصولاً إلى مقاربة الأمن الصحي المجتمعي الذي هو أساس التقدم والإستقرار والتنمية في المجتمعات المعاصرة.
يعتبر الأمن الصحي من القضايا الإستراتيجية ذات الأولوية الفائقة للشعوب والدول لما له من تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على الأمن الإجتماعي والإقتصادي وحتى الأمن القومي.
وقد عكست الجوائح والأوبئة والأزمات الصحية الوطنية والدولية بشكل واضح وجلي وبما لا يدع مجالاً للشك حجم التداعيات المجتمعية والتعقيدات المرتبطة بها.
لا تقل أهمية الأمن الصحي في منطقة الخليج العربي عن أهمية الأمن الغذائي والأمن السياسي وذلك لما للصحة من تأثيرات مباشرة في العديد من جوانب الحياة الإجتماعية منها والإقتصادية، فالمجتمع المريض لا يستطيع الإنتاج بالشكل المطلوب.
ومن ناحية أخرى يعدّ الأمن الصحي ثمرة من ثمار التنمية الإقتصادية والبشرية بسواء، فهو يعكس محصلة التفاعل بين الأرض بكافة مواردها والإنسان بمختلف قدراته.
وعليه يتأثر الأمن الصحي إلى حدٍّ بعيد بمستوى الموارد والتنمية الإقتصادية في الدولة لكنه لا يتشكل كلياً بها، وتلعب الأولوية التي تعطي للإستثمار في المجال الصحي قياساً إلى الإستثمارات الأخرى دوراً هاماً، كما تلعب دوراً هاماً أيضاً فعالية وعدالة نظم تقديم الخدمات الصحية.