الأصول التاريخية للمسلمين فى البلقان

نبذة عن كتاب الأصول التاريخية للمسلمين فى البلقان

تعتبر منطقة البلقان حاليًا أرض الإسلام الوحيدة في القارة الأوروبية؛ فقد دخلها هذا الدين الحنيف على أيدي الأتراك العثمانيين في القرن الرابع عشر الميلادي، ولا تزال قدم الإسلام راسخة هناك حتى يومنا هذا، على الرغم من الأحداث الدموية المريرة التي شهدتها تلك المنطقة في الأعوام العشرين الأخيرة، والتي كان لجمهورية “البوسنة والهرسك” المسلمة الحظ الأوفر منها، الأمر الذي أدمى قلوبنا جميعًا في سائر أنحاء الأرض تعاطفًا مع مسلمي هذه البقعة.
وقد تزامن إعداد هذه الدراسة عن الأصول التاريخية للمسلمين في البلقان مع فترة حاسمة من تاريخ ذلك الإقليم إثر تداعي النظام الشيوعي العالمي، وتفكك دولة يوغسلافيا تبعًا لذلك، واتجاه ولاياتها نحو الاستقلال وتعزيز القوميات. وهكذا جاء طرح هذه الدراسة للإمساك بداءة بالخيط الرفيع الذي يربط تاريخ منطقة البلقان منذ الفتح العثماني لها في القرن الرابع عشر، بعد سقوط القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية وخضوع الولايات المسيحية تباعًا للنفوذ العثماني، حتى بداية تراجع هذا النفوذ في مطالع القرن العشرين الميلادي.