الأحوال العامة لولاية اليمن العثمانية

نبذة عن كتاب الأحوال العامة لولاية اليمن العثمانية

كان لليمن نصيب من اهتمام السلطان عبد الحميد الثاني – الذي تم في عهده كتابة المخطوط الذي بين أيدينا وبأمر مباشر منه – إذ كان ضمن سياسته تقوية الصلة بالولايات البعيدة – وضمنها اليمن – عن طريق المواصلات، وكذلك إرسال إداريين وولاة من المصلحين، والعمل على تحسين الأوضاع داخل الولايات.
وكان أيضا من أسباب الثورات في اليمن عدم انضباط الجيش، وذلك راجع لعدة عوامل منها نقص الوحدات الطبية العسكرية، وكانت الأمور الصحية في ذلك الوقت في كثير من أنحاء الدولة العثمانية محل استياء ونقد؛ إذ حدث أن انتشر وباء الكوليرا على فترات متقاربة في عدة ولايات وقضي على آلاف السكان، وكانت المشكلة الكبرى هي حدوث وانتشار ذلك الوباء أثناء مواسم الحج.
وضمن السياسة الإصلاحية لليمن التي قام بها السلطان عبد الحميد الثاني، فقد أمر بإرسال اللواء الدكتور/ عثمان نوري، العضو بالمجلس الصحي، كما قرر المجلس الصحي في إستانبول إنشاء محجر صحي بالقرب من باب المندب في اليمن، أو في إحدى الجزر المجاورة.
وأغلب الظن أن صاحب هذه المخطوطة التي بين أيدينا كان مشرفاً على هذا المحجر الصحي لفترة من الزمن – ربما تكون هي الستة أشهر التي قضاها في اليمن خارج العاصمة صنعاء – إذا أنه قد جاء ضمن توصيات المجلس الصحي، أنه من الضروري إقامة مجموعتين من موظفي الصحة فى سواحل البحر الأحمر.. وكذلك إناطة الإدارة الصحية في سواحل البحر الأحمر لشخص له خبرة طويلة بالحجر الصحي.
ومن هنا جاءت تلك المخطوطة التي بين أيدينا، والتي كتبها الطبيب إسماعيل بن إبراهيم مفتش الصحة السابق لولاية اليمن بناءً على تكليف من السلطان عبدالحميد الثاني، وجاء هذا الأمر بناءً على خبرة هذا الطبيب سواء من الناحية الطبية أو طول مدة إقامته بتلك الولاية النائية كثيرة التمرد على الدولة، أو من ناحية كونه مفتش للصحة يقع تحت إشرافه الأمور الصحية العسكرية والأطباء العسكريين، الذين كانت أحوالهم الصحية إحدى أسباب عدم انضباط الجيش العثماني في اليمن، وبالتالي محط نظر الخطة الإصلاحية التي حاول السلطان عبدالحميد بها إنقاذ ما يمكن إنقاذه من دولته المثقلة بالمشكلات.