نبذة عن كتاب اسلاميو الصومال “تداعيات الواقع وسيناريوهات المستقبل”
في صراعٍ يُستخدم فيه الدين والقبيلة، وتلعب بخيوطه أطراف إقليمية ودولية، يتلاقى فيه الأعداء ويفترق الأصدقاء؛ تخرج القضية الصومالية من أزمة لتدخل في أخرى، وفي آخر فصول ذلك الصراع يبدو مسار الأزمة الصومالية مدعاة للدهشة، ومثيرًا لعديد من الأسئلة عن أسباب الأزمة الصومالية، ومآلاتها في المستقبل، في ظل الصراع الدائر بين الإسلاميين والحكومة الانتقالية التي شَكَّلها في البداية إسلاميون كانوا أعضاءً في المحاكم الإسلامية قبل التدخل الإثيوبي, فقد كان لوصول الإسلاميين في الصومال إلى سُدة الحكم وقعًا مدويًا، سواء داخل الصومال أو خارجه، ذلك أن البلد الذي مُورست فيه كل التجارب العسكرية والسياسية من القوى الإقليمية والدولية؛ للسيطرة على مقاليد الأمور به، باءت جميعها بالفشل، واستطاع إسلاميوه -عبر تجربة ثرية تقلبت بها الحركة الإسلامية الصومالية من الدعوة، والتعليم والتربية، إلى المواجهة العسكرية المسلحة- الوصول إلى السلطة وقيادة الدولة، وبرهنوا خلال تلك الفترة على قدرتهم الفاعلة في تحريك العملية السياسية في الصومال بعد أن ظلت جامدة لفترات طويلة.
ثم كانت عملية التسوية التي بدأت منتصف عام 2008م نقطة تحول مهمة؛ حيث انقسم الفرقاء الصوماليون إلى جناحين (جناح أسمرا، وجناح جيبوتي)، وبعد أن تم التوقيع على الاتفاقية السياسية التي أُقر فيها شيخ شريف أحمد رئيسًا للجمهورية، مع الاتفاق على خروج القوات الإثيوبية؛ أعلن الجناح الآخر (جناح أسمرا) رفضه لهذا للاتفاق، وبدأت سلسلة أخرى من المعارك ليست هذه المرة بين أمراء الحرب، ولكن بين الإسلاميين أنفسهم، والذين كانوا إلى وقت قريب رفقاء درب وسلاح, في وقتٍ أصبحت الانشقاقات والخلافات مسألة شبه حتمية داخل الكيانات الصومالية السياسية والدينية والقبلية، حتى أصبح التشرذم والخلافات الحادة السمة البارزة المشتركة بين تلك الكيانات، سواء بمدد صومالي، أو إقليمي، أو دولي… والسؤال الذي يطرح نفسه ما أسباب وجذور هذا الصراع؟ وما السيناريوهات المتوقعة لحل تلك الأزمة؟ هذا السؤال هو ما سنحاول أن نجيب عليه من واقع دراسة الحالة الصومالية؛ لتصبح النتائج أكثر فائدة، ولعلها تكون نقطة في الخبرة التراكمية للحركات الإسلامية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، حتى لا تمر تلك التجربة دون استفادة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.