نبذة عن كتاب إنستغرامياتي
تجربة جديدة تقوم بها الشاعرة والإعلامية بروين حبيب، تجربة شديدة الحساسية؛ فيها الكثير منها، في لحظات الأسئلة الوجودية التي تبدو خفيفة وصغيرة، وهي ثقيلة، كيف يواجه الإنسان عصراً منهِكاً بيومياته وبالكثير من الرغبات المقتولة.
لكن، هل يكفي الحب لمقاومة جفاف الأرض من نسغها، وإعادة تثبيتها في مداراتها الأولى؟… كيف لغيوم تتفادى بعضها بعضاً أن تمنحنا مطراً؟ من وراء أي رسالة إنستغرام أو صورة، رسالة سريعة، ورغبة طفولية مخبأة تفصح عن سرها باللغة المشفرة أحياناً، والمنزلقة كظل، في أحيان أخرى.
بتجميع مختاراتها في الإنستغرام، تؤكد بروين على شيء واحد هو الرغبة السريعة في عدم ترك اللحظة الجميلة تفلت لأنها لا تنتظر، والشد عليها بقوة، بالأظافر والعيون والأحاسيس، لأنها معرضة بسرعة للتلف، وكأنها شبيه الحياة.
وكم نحتاج إلى هذا الإصرار القوي لكي لا نترك النبض الأصدق فينا، يمر وكأننا لسنا فيه، أو يُسرق منا بغباء.
هذه الشعلة الملونة هي داخل بروين في لحظات صفائه، أليست بروين علّماً يعني فراشة الحب في أساطير الروح الخفية؟…
بالرسالة الصغيرة والصورة والفيض الحسي، تنشأ الرغبة الكبيرة في الحياة كفعل فردي محكوم بالضرورة بحبل سرّي إلى الآخر الذي يشاركنا فقط، أو ربما أكثر، إذ يمنحنا السكينة والسلام الدائمين، لأنه فينا، وربما شبيهنا، نقضي العمر كله في البحث عنه إلى أن تضعه صدفة الأقدار بين أناملنا، وفي أعيننا، وفي لغتنا.
هو في النهاية من يؤكد لنا أن الحياة ما تزال بخير وتستحق أن تعاش بكل العمق الذي يليق بها.
شكراً بروين أنك، في عالم التشيؤ ووسائله السريعة، فتحتِ نافذة تعبر منها ملايين الأشعة الملونة، وبعض غيوم بنفسجية تشبهك، تشبه أيضاً من يحبك.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.