إسرائيل ومشاريع المياه التركية، مستقبل الجوار المائي العربي

نبذة عن كتاب إسرائيل ومشاريع المياه التركية، مستقبل الجوار المائي العربي

احتلت الموارد المائية صدارة اهتمامات دول العالم فيما يتعلق ببعد تنمية مواردها المائية ورفع كفاءة استغلالها، والمحافظة عليها من الهدر والضياع، لمواجهة الطلب المتزايد عليها في الاستخدامات الزراعية والصناعية والحياتية المختلفة ومتطلبات التنمية. وتشكل الطبيعة الجغرافية والجيولوجية في المشرق العربي ودول الجوار الجغرافي مورداً مهماً للمياه السطحية والجوفية. ولكن الإهمال، وسوء التصرف، وغياب التنسيق في البرامج والمشاريع المائية التي تقوم بها دول المنطقة، وقيام تركيا بتنفيذ مشاريعها المائية على نهر الفرات، في ظل غياب اتفاق دولي لتقسيم المياه بينها وبين سوريا والعراق، وتطلع إسرائيل للاستيلاء على موارد مائية إضافية مع استمرارها في النهب المنظم لمياه الضفة الغربية والجولان ونهر الأردن وجنوب لبنان، لضمان حصولها على كميات المياه التي تحتاجها في الوقت الراهن ومستقبلاً لصون أمنها وتدعيم سياستها الاستيطانية في الأراضي العربية المحتلة، بالإضافة إلى التعاون التركي-الإسرائيلي، بهدف الاستحواذ على الموارد المائية العربية، وما انبثق من هذا التعاون من مشاريع مائية تركية تدعمها إسرائيل، كل ذلك جعل المنطقة مرشحة للدخول في أزمات وحروب بسبب الاختلاف، أو عدم الاتفاق على التصرف المشترك بخصوص المياه.
وترتكز فريضة البحث الذي بين يدينا على منطلقين أساسيين: الأول: أن السياق الحالي للعلاقات المائية بين الدول المشتركة في حوضي دجلة والفرات، باعتبارهما نهرين دوليين، لا تعكس واقعاً منطقياً وطبيعياً في علاقات الجدار بين تركيا والدولتين العربيتين المجاورتين لها، الثاني: أن دخول إسرائيل بوصفها عنصراً جديداً في المشروعات المائية التركية، يضيق العديد من مجالات العمل المشترك على المستوى الإقليمي في المستقبل، بالتالي تعرض المنطقة لأزمات جديدة نتيجة الصراع على المياه. يتناول هذا البحث مقدمات أزمة المياه وعواملها، وآثارها المحتملة، وأهم المشاريع المائية التركية الاستراتيجية التي هي قيد التنفيذ، والمقترحة للتنفيذ، مع التركيز على موضوع تفاعل الأهداف المائية التركية-الإسرائيلية، نتيجة التطورات الإيجابية المهمة التي تشهدها العلاقات التركية-الإسرائيلية على كل المستويات في المرحلة الراهنة. ويهدف إلى تبيان أهم الصعوبات والمعوقات التي يمكن أن تعترض المشروعات المائية التركية، وإبراز موقف جامعة الدول العربية من تلك المشاريع، مع خاتمة تتضمن ما توصل إليه البحث في استنتاجات ومقترحات.