أيام مؤنس

نبذة عن كتاب أيام مؤنس

مع أن هذا الصفحات هي سيرة ذاتية لفرد معاق، فإنها ترسم صورة واضحة ومعبرة عن واقع المعاقين-ولا سيما المكفوفين منهم- وهي تدخل القارئ، لا إلى عالم الكاتب الشخصي فحسب، وإنما أيضاً إلى عالم المعاقين على مدى نصف قرن، فتطلعه على العلاقات القائمة داخل هذا العالم، والتي تربط أفراده بالمجتمع من حولهم. ويتعرف القارئ من خلال المقدمة والفصول الستة والخاتمة على خصوصيات المكفوفين ومشاكلهم والحلول التي يعتمدونها للتغلب على مصاعبهم. كما يجد طريقة من الطرق العديدة التي يتوسلها المعاقون للتطور والاندماج في المجتمع.
إن مؤنس عبد الوهاب من المعاقين المميزين المعروفين في أوساط حركة الإعاقة والجمعيات الأهلية و”أيامه” قد تروي قصة نجاحه المشهود له بقدر ما تصور كيف سخر نجاحه للعمل في سبيل المعاقين، وبخاصة من المجالين التربوي والاجتماعي. وفي هذه السياق تكشف سيرته الوضع الحقيقي للمعاقين باعتبارهم مجموعة يتمايز أفرادها عن بعضهم البعض، لكن المجتمع ينظر غليها كوحدة متراصة لاختلاف بين عناصرها. بأسلوب رشيق ولغة جذلة يسرد مؤنس عبر الوهاب أخبار أيامه بكثير من روح الدعاية التي تكشف الجروح والعيوب بكثير من الوضوح ولكن من غير تجريح ولا تحميل المسؤولية لطرف دون آخر.بكل الأحوال هي تجربة أمتعتني وأقنعتني ومنحتني في هذه اللحظة.. وأنا أتخير الخاتمة المناسبة.. إحساسا جميلاً أظنه ينتاب الكتاب والأدباء الذين لست منهم.. وهو إحساس فيه خليط من الاكتفاء والرضى والانتظار والترقب! ولعلني.. إذا فزت بقدر ضئيل من التشجيع والقبول مما يعني نجاحي في تلمس الطريق إلى قلوب القراء وعقولهم.. لعلني سأتصدى بشهية أكبر للكتابة في جوانب الإنسانية والاجتماعية لأمليتها في هذه السيرة لمسأ رقيقياً لم يشبع رغبتي في الخوض فيها.
إذا جاز لي ختاماً. أن ألقي نظرة محايدة على مراحل حياتي.. أرى أنني عشت طفولة قلقة كان لأسرتى فيها الدور الرئيسي حيث وفر لي أفراد العائلة كل من موقعه ومقدرته، أكبر قدر من الدعاية والاهتمام. لم يكن التدخل التربوي المبكر شائعاً في أواسط هذا القرن، لكنني حظيت بفضل أمي بالدرجة الأولى بفرص جيدة تفوق مقدرات وعادات ذاك الزمان..